منذ توليه حقيبة التربية والتعليم، في فبراير الماضي، اعتاد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، التفاعل مع المواطنين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فتارة يجيب على تساؤلاتهم وشكواهم من خلال تطبيق "واتس آب"، وتارة أخرى يعلق على منشوراتهم عبر الصفحات الخاصة بهم على "فيسبوك"، وحينما تكثر الشكاوى والتساؤلات يكتب توضيحًا عبر صفحته على "فيسبوك". وخلال قرابة 9 أشهر هي فترة تولي شوقي الحقيبة الوزارية، اشتدت شكاوى أولياء الأمور، وتخوفاتهم من تصريحات الوزير التي تشير إلى إحداث "ثورة" في النظام التعليمي، تنسف النظام الحالي وتبني نظامًا جديدًا، مجهولًا بالنسبة لهم، ورغم عقد شوقي مؤتمرات صحفية، ولقاءات تليفزيونية، لتوضيح بعض الأمور، إلا أنه كان يتجه بين الحين والآخر لتوجيه حديثه مباشرة لأولياء الأمور لطمأنتهم وإزالة أي لبس في أذهانهم. 16 أبريل كانت أول مشاركة للوزير عبر صفحته بعد توليه الحقيبة الوزارية، بتاريخ 16 أبريل الماضي، حاول خلالها الإجابة على عدد من التساؤلات التي طرحت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال شهرين من توليه المنصب. وأخذ الوزير يعدد، الخطوات تنفذها الوزارة، من تغيير القيادات، وحل مشكلات المعلمين، والاستعداد لامتحانات الثانوية العامة، وتخفيف المناهج، وتعاون الوزارة مع المنظمات الدولية، والوزارات الأخرى. 3 يوليو في منشور قصير، حدد الوزير النقاط العريضة التي تعمل بها الوزارة خلال تلك الفترة، معلنًا أنه يتم تصميم نظام جديد للثانوية العامة، ونظام جديد للتعليم يبدأ من الطفولة المبكرة، و ويجري بناء 28 مدرسة يابانية، وفي نفس الوقت تحارب الوزارة مخالفات المدارس الخاصة، وتسعى لحل مشكلات إدارية ضخمة للمعلمين، وتتفاوض مع البرلمان للحصول على موارد إضافية لرفع رواتب المعلمين واستكمال محتوى بنك المعرفة. 8 يوليو بعدها بخمسة أيام، وجه الوزير رسالة مباشرة لأولياء أمور صفحة "ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية"، بعد الهجوم الشديد على الوزارة، لإعلانها نظامًا جديدًا للثانوية العامة يقوم على التراكمية، إذ أشار أولياء الأمور إلى أن النظام الجديد يكرس الدروس الخصوصية. وعلى الوزير على هجوم أولياء الأمور، مؤكدًا أن الثانوية العامة الحالية قتلت التعليم المصري، والدفاع عنها تكريس للفشل، مشيرًا إلى أن الوزارة لن تطبق أي نظام جديد دون الاطمئنان إلى نجاحه. 31 أكتوبر وفي فجر اليوم، شارك الوزير، أولياء الأمور منشورًا عبر صفحته، بعد أن اشتد الجدل حول النظام الجديد للثانوية العامة ونظام التعليم الجديد، إذ تداولت بعد صفحات التواصل الاجتماعي خبرًا يفيد بأن امتحانات الثانوية العامة الجديدة ستكون إلكترونية ويتسلم كل طالب "تابلت" للإجابة عن الأسئلة. وأكد الوزير ان ما تم نشره ليس مكتملًا، ولكن الوزارة أوشكت على الانتهاء من وضع المنظومة الجديدة للثانوية العامة ونظام التعليم الجديد، مبديا استيائه من الهجوم على الوزارة وعلى شخصه، واتهامه بأنه لا يعلم عن الواقع شيئًا و"يحلم". وانتقد البعض اتجاه الوزير لشرح سياساته في تطوير التعليم، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلا أن مصدر مسؤول بمكتبه أكد أنه امر شخصي، وللوزير فعل ما يريد، قائلًا: ""كل شخص حر في إبداء رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة". وأضاف المصدر، أنه لا يشترط لمن يتقلد منصب الوزير، أن يكون بعيدًا عن المجتمع، ولا يشارك آرائه عبر صفحته الشخصية. ولفت إلى أن الوزير لا يتحدث إلى المواطنين عبر صفحات التواصل الاجتماعي فقط، ولكنه يعقد المؤتمرات الصحفية واللقاءات التليفزيونية من أجل إنارة الرأي العام وإطلاعه على آخر التطورات، وفي بعض الأحيان يتجه إلى "فيسبوك" باعتباره الوسيلة الاكثر استخدامًا من قبل أولياء الأمور، حتى يعلم المواطنون المعلومة من مصدرها ولا ينساقوا وراء الشائعات.
