تحل، اليوم الأربعاء 25 أكتوبر، الذكرى الثالثة لكارثة غرق الإسكندرية، بعد أن غمرت مياه الأمطار أحياء المدينة الساحلية في مثل هذا اليوم من عام 2015، ما خلف خسائر بشرية ومادية فادحة. ودفعت الكارثة غير المسبوقة، هاني المسيري، محافظ الإسكندرية آنذاك، لتقديم استقالته قبل أن تجف المياه من الشوارع والمنازل الغارقة بمزيج من مياه الأمطار والصرف الصحي والزراعي. ومع تزايد تحذيرات خبراء الأرصاد الجوية من قرب هطول الأمطار الغزيرة والسيول على السواحل الشمالية، كثّفت الأجهزة التنفيذية من إجراءاتها الوقائية لمنع تكرار مثل تلك الكوارث. ونستعرض لكم فيما يلي 11 إجراءً احترازيًا اتخذتها عروس البحر المتوسط لمواجهة السيول والنوات، خوفًا من تكرار سيناريو "السبت الأسود" ويلحق بها خسائر فادحة قد لا يقبلها الشارع السكندري هذه المرة. نماذج محاكاة طبقت الإسكندرية 10 نماذج محاكاة لاختبار شبكة الصرف الصحي وقدرتها على استيعاب مياه الأمطار بعدد من أنفاق وكبارى المحافظة (تعد من النقاط الساخنة) من خلال ضخ كميات كبيرة من المياه، للتأكد من كفاءة وسرعة تصريف الشنايش وطلمبات الرفع. وأجريت التجارب بأنفاق وكباري "كليو باترا- المنشا- الثلاث عيون- الإبراهيمية- مصطفى كامل - 45 – سيدي بشر- كارفور والداون تاون – المندرة - محمد نجيب". ونجحت التجارب في التأكد من كفاءة عمل 19 طلمبة رفع تتراوح سعتها بين 25 إلى 105 لتر/الثانية، فضلاً عن اختبار 12 بيارة وشنيشة لتصريف الأمطار أسفل الكباري والأنفاق. وتبين من خلال نماذج المحاكاة، حاجة نفق المنشا والثلاث عيون لإنشاء 3 شنايش أمطار إضافية، وتعديل منسوب الأسلفت، ومتابعة جاهزية وكفاءة مولدات الكهرباء الاحتياطية المتواجدة فى كل الأنفاق. موقع 9 ن أعادت شركة الصرف الصحي تشغيل موقع أو مدفن "9 ن" بنجع أبو بسيسة للتخلص من المخلفات الناتجة من محطات الصرف الصحي "الحمأة" والتي تُقدر بنحو 2000 طن يوميًا، وذلك بعد توقف دام 4 سنوات. يذكر أن موقع "9ن" أنشئ عام 1993على مساحة 350 فدانًا بتكلفة 1.5 مليار جنيه منها، 62 مليون دولار معونة أمريكية، بهدف التخلص من "الحمأة" واستمر العمل به حتى ثورة 25 يناير، قبل أن يتذمر الأهالي في المنطقة المحيطة به ويجري إغلاقه. "نافع" خلفًا ل"سعاد الخولى" أصدر الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، قرارًا بتكليف اللواء محمود نافع، رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، بإدارة التعامل مع منظومة مياه الأمطار بالمحافظة، وذلك خلفًا للدكتورة سعاد الخولي، النائب السابق للمحافظ. وتتضمن مهام "نافع" استقبال الإنذار ورفع أوضاع الاستعداد وتنفيذ خطة الانتشار لجميع سيارات والمعدات طوال موسم الأمطار، اعتبارًا من أول أكتوبر الجاري وحتى نهاية مارس 2018. كانت هيئة الرقابة الإدارية، ألقت القبض على الدكتورة سعاد الخولي، في 27 أغسطس الماضي، لتورطها في عدة وقائع فساد شملت الرشوة والإضرار بالمال العام والتربح، وذلك بالاشتراك مع 5 رجال أعمال آخرين. محطة التنقية الشرقية خضعت محطة التنقية الشرقية "الصرف الصحي"- أكبر المحطات على مستوى الإسكندرية - لخطة تطوير للعمل بكامل طاقتها بعد أن كانت تعمل بنسبة 20% فقط، فضلاً عن عمل الصيانة اللازمة والإحلال والتجديد ل 165 محطة رفع و25 محطة معالجة. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمحطة التنقية الشرقية 800 ألف متر مكعب/ يوم، وتصل طاقتها في حالات الطوارئ إلى 1.2 مليون متر مكعب / يوم، وتستقبل ما لا يقل عن ثلث تصريفات المحافظة، وتخدم قطاع شرق ووسط الإسكندرية. سيارة السيول الجديدة جرى وضع خطة لتمركز سيارات الطوارئ والشفط، البالغ عددها 90 سيارة، 60 منها تابعة لشركة الصرف الصحي، و30 تابعة للأحياء في الشوارع على مستوى الأحياء للتدخل الفوري والسريع لحل أي مشكلة متعلقة بتراكم الأمطار. ومؤخرًا، استلمت شركة الصرف، سيارة السيول الجديدة والتي تصل سعة الشفط بها إلى 135 ألف كيلو متر مكعب/ساعة، أي ما يعادل 135 سيارة شفط، وتستخدم في حالة السيول الطارئة والشديدة. المصبات والشنايش انتهت شركة الصرف الصحي من أعمال تطهير 31 ألف و76 ألف "شنيشة" أمطار من إجمالي 200 ألف شنيشة على مستوى المحافظة، فضلاً عن تطهير 63 مصب لمياه الأمطار. وأعدت الشركة ورش للإصلاح الفوري للمعدات وتجهيز 2 بدالة بكل منطقة بإجمالي 21 بدالة، و130 مولد كهرباء، بالإضافة إلى التنسيق مع شركة "نهضة مصر" للاستمرار في تجريف الشوارع ورفع القمامة بشكل مستمر، منعًا لتراكمها وتسببها في انسدادات. قطع الكهرباء أمر المحافظ شركة الكهرباء، بسرعة فصل التيار عن أعمدة الإنارة والمناطق المتضررة بالأمطار خلال النوات والسيول الشديدة، والتي تمثل خطورة على حياة المواطنين. واشتمل القرار على التأكد من تثبيت الأعمدة المائلة لمواجهة الرياح، محذرًا من أنه سيجري تحويل مَن يخالف القرار إلى النيابة العامة لتقصيره في مهام عمله وتعريض حياة المواطنين للخطر. ضغط مياه الشرب وحول مياه الشرب، أصدر المحافظ قرارًا مماثلاً للمهندس أحمد جابر، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالإسكندرية، يقضى بتقليل الضغوطات والأحمال على شبكة المياه أثناء نوات الأمطار الشديدة لعدد من الساعات. ويتضمن القرار، التنبيه على المواطنين والمستشفيات مسبقًا بعدد الساعات التي ستقطع فيها الخدمة خلال حدوث أي أزمة لمواجهة السيول، وذلك في حالة زيادة كمية الأمطار عن استيعاب شبكات الصرف الصحي ما يستوجب قطع الخدمات بشكل مؤقت. عطلة رسمية بالمدارس وكإجراء احترازي حفاظًا على حياة التلاميذ، تقرر إيقاف العمل بجميع مدارس المحافظة حال تعرض المحافظة لنوات شديدة وسيول، واعتبارها عطلة رسمية لحين تحسن الحالة الجوية. ويتم التنبيه على المواطنين بها رسميًا من خلال الإدارات التعليمية والمدارس، والإعلان عنها بوسائل الإعلام. هدار وادي مريوط انشئت محافظة الإسكندرية هدار على "وادي مريوط" أمام محطات رفع الثروة السمكية للتحكم في منسوب المياه في الوادي لتجنب حدوث أي مشكلات خلال موسم الشتاء والنوات. ويعمل الهدار على تثبيت مناسيب المياه في البحيرة لمنع تعريض المناطق المحيطة للغرق خلال موسم الأمطار حيث يقوم بتنظيم المياه في الاتجاهين فيمنع المياه القادمة من غرب النوبارية لوادي مريوط والعكس في حالة ارتفاع المنسوب. مصرف القلعة راجعت لجان من الري المناسيب التصميمية لمصرف القلعة، للتأكد من استيعابه كميات أكبر من مياه الأمطار، وتجنب خطر ارتفاع مناسيب المياه به، منعا لحدوث أية مشكلات بالثغر خلال موسم الأمطار، حيث تقدر طاقته الاستيعابية بنحو مليون و300 ألف متر مكعب يوميا ويبلغ طوله نحو 6 كيلو مترات. ويعد مصرف القلعة الذي أنشئ عام 1978أحد المصارف الهامة بالمدينة ويقع بمنطقة أبيس من ناحية العوايد ويصل إلى حوض ال 6 آلاف فدان ببحيرة مريوط ويستوعب مياه الصرف الصحي والزراعي لشرق ووسط الإسكندرية، فضلاً عن صرف المصانع والشركات. جدير بالذكر أن الإسكندرية تعرضت خلال العام الماضي لخسائر محدودة خلال فصل الشتاء لا تقارن بعام 2015. وشهدت العاصمة الثانية، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، عدة جولات لوزراء الري والإسكان والتنمية المحلية، لمتابعة استعداداتها لموسم الأمطار، آخرها جولة شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء. وحول نلك الاستعدادات قال رئيس الوزراء: "أنا مطمئن لاستعداد كافة الأجهزة التنفيذية بالإسكندرية لاستقبال الشتاء.. هي أفضل بكثير من ذي قبل".
