أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد أولوياته بشأن أي تشريعات مرتبطة بالهجرة تتضمن بناء جدار حدودي مثير للجدل وتسريع إجراءات الترحيل وزيادة أعداد المسؤولين المعنيين بإنفاذ القانون بشكل كبير، ما يقلص احتمال تسوية أوضاع مئات آلاف المهاجرين غير الشرعيين. وأثارت اللائحة التي تضم منعا للمهاجرين من كفالة عائلاتهم الأوسع للانتقال إلى الولاياتالمتحدة، انتقادات فورا من قادة الديموقراطيين في الكونجرس، الذين قالوا إنه يذهب "أبعد بكثير مما هو منطقي". وربطت الإدارة أولوياتها برغبة الديموقراطيين في منح حماية قانونية لنحو 690 ألف مهاجر ممن يطلق عليهم "دريمرز" أو "الحالمون" الذين قدموا بشكل غير شرعي إلى البلاد كأطفال وكانوا محميين في ظل مشروع يحمل اسم "داكا"، أطلقته ادارة الرئيس السابق باراك اوباما وألغاه ترامب الشهر الماضي. وكتب ترامب في رسالة إلى الكونجرس أرفقها باللائحة أن "هذه الخلاصات تحدد الإصلاحات التي يجب إدراجها في أي قانون مرتبط بوضع المستفيدين" من برنامج "داكا". وتتقدم لائحة البيت الأبيض فئة "أمن الحدود" التي تتضمن بناء جدار ضخم على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة والتي تعهد ترامب بأن تدفع المكسيك تكلفته، وهو ما رفضته الأخيرة. ويسعى ترامب كذلك إلى زيادة عدد المسؤولين المعنيين بإنفاذ القانون، عبر توظيف عشرة آلاف ضابط إضافي في وكالة الهجرة والجمارك وألف محام إضافة إلى 370 قاضيا متخصصا في مسألة الهجرة و300 مدع فيدرالي. ويأمل كذلك في حرمان المهاجرين من كفالة أفراد عائلاتهم الأوسع ليتمكنوا من الانتقال إلى الولاياتالمتحدة حيث يتم منح البطاقة الخضراء -- "جرين كارد"، تصريح الإقامة الدائمة في الولاياتالمتحدة -- إلى الأزواج والأبناء فقط. ويسعى الرئيس إلى سد "الثغرات" التي تمنع ترحيل الأطفال الذين يدخلون إلى البلاد بشكل غير شرعي. وتتضمن اللائحة استهداف المدن التي تشكل "ملاذات" عبر مقاومتها جهود إدارة ترامب للحد من الهجرة غير الشرعية، ماليا. انتقادات من الديموقراطيين ذكرت اللائحة أن "الإدارة تقترح حجب منح معينة أو اتفاقات تعاون تديرها أو قدمتها وزارتا العدل والأمن الداخلي عن المدن الملاذات". وتتضمن اقتراحات أخرى توقيف الأشخاص الذين يبقون في البلاد بعد انتهاء مدة تأشيراتهم وفرض قيود على اللجوء وتوسيع المعايير التي قد تسمح بقبول شخص ما في الولاياتالمتحدة. وقوبلت لائحة ترامب بانتقادات من تشاك شومر ونانسي بيلوسي، زعيما الديموقراطيين في مجلسي الشيوخ والنواب. وقال النائبان في بيان مشترك إن "الاقتراح فشل في ابداء اي رغبة بحل وسط". وأضافا ان "اللائحة تتضمن الجدار الذي تم استبعادة صراحة من المفاوضات. لو كان الرئيس جادا بشأن حماية +الحالمين+، فإن موظفيه لم يبذلوا جهدا بحسن نية للقيام بذلك". وكان الرئيس أصر على أن الجدار سيشيد وبأنه يريد "أمنا واسعا على الحدود" مقابل اتفاق على برنامج "داكا". وجعل ترامب من تشديد قواعد الهجرة محور أول عام له على رأس صنع القرار الأمريكي. وقد أصدر عدة صيغ من مرسوم حظر للسفر مثير للجدل تعرض إلى انتقادات لاستهدافه الدول التي يشكل المسلمون غالبية مواطنيها وواجه تحديات قانونية عدة. وتمنع الصيغة الأخيرة من المرسوم، التي تم الكشف عنها الشهر الماضي، مواطني تشاد وإيران وليبيا وكوريا الشمالية والصومال وسوريا واليمن من دخول الولاياتالمتحدة. وتم كذلك تعليق دخول بعض المسؤولين في الحكومة الفنزويلية وعائلاتهم بسبب ما وصفته الولاياتالمتحدة بضعف الأمن فيها وغياب التعاون مع السلطات الأمريكية