استضاف مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى، نجم الإنتاج السينمائي أندريا إيرفولينو الإيطالي، الذي بدأ العمل بالإنتاج السينمائي في سن ال15 عاما ليصبح صائدا للألقاب بمختلف أنواعها وهو لم يتعد ال30، إذ ولد عام 1987. وحصل إيرفولينو على جائزة أفضل منتج في الدورة ال71 من مهرجان فينيسيا، مع ال باتشينو وباري ليفنسون، كما فاز بجائزة أفضل صانع أفلام لعام 2016 لدوره كمنتج لفيلم "معركة دوبيوس" من مهرجان كابري هوليوود السينمائي. ونال جائزة أفضل منتج في مهرجان الأفلام المعاصرة الإيطالي في 2016، وتم اختياره "سفيرًا للسينما الإيطالية في العالم"، وحصد لقب "أفضل رجل أعمال إيطالي " لعام 2015. واختارته أيضاَ مجلة فارايتي -أشهر المجلات في مجال السينما في العالم- كأحد أفضل عاقدي الصفقات السينمائية. وكشف إيرفولينو تفاصيل رحلته وبدايته في مجال الإنتاج السينمائي في محاضرة رئيسية بالمهرجان بعنوان "الإنتاج السينمائي من الكفاح حتى النجاح". وتحدث عن نشأته في عائلة فقيرة مكونة من 6 أفراد، دخلها يعادل 500 دولار شهريًا في مدينة صغيرة في"لاتزيو" بإيطاليا. وأوضح أنه قرر دخول سوق العمل مبكرًا، وحاول في البداية إنشاء موقع إليكتروني ولكنه لم ينجح، ثم اتجه لإنشاء شركة للإنتاج السينمائي عن طريق جمع أموال من مساهمين في مدينته الصغيرة. ووصف مشروعه الأول بأنه كان صعب جدًا، نظرًا لأن عمره وقتها لم يتخط ال15 عامًا، ولكن بعد مجهود كبير ومقابلات عديدة وبمساعدة من أحد الصحفيين الذي نشر خبرًا في الجريدة المحلية عن شركته، استطاع أن يجمع 128 ألف يورو واستعان بمصور أفراح وقتها لتصوير الفيلم، وقام باختيار ممثلين للفيلم من شوارع مدينته وأنتج فيلمه الاول في سن ال16، وحمل رؤية تعليمية موجهة للمراهقين والشباب. وقال إيرفولينو إنه حاول توزيع فيلمه وذهب إلى مختلف دور العرض السينمائية وغالبية الصحف للترويج له، كما لجأ لشركات توزيع محلية خذلته، حتى نجح في إقناع أحد أصحاب دور السينما بعرض الفيلم في حفلة صباحية، وبعدها قدم فيلمه الثاني الذي روج له بين طلاب المدارس عن طريق مسابقة الفائز فيها يشارك في بطولته. وأردف أنه وقع اتفاقيات مع دور السينما في مدينته، ثم المدن المجاورة، واستطاع جمع ميزانية فيلمه التالي. وجاءت النقلة الكبيرة في حياته عندما بدأت وزارة التعليم بالاهتمام بفيلمه، ووقع عقداَ لعرض الفيلم في 100 مدرسة. ومع عودة الدراسة تفاجأ بطلب حجوزات لعرض الفيلم من المدارس في كل أنحاء إيطاليا، فقام بتخفيض سعر التذكرة الى 5 يورو واستطاع أن يبيع 2 مليون تذكرة ليكسب 10 ملايين يورو من فيلم تكلف 128 ألف يورو. وتحدث إيرفولينو بعدها عن المحطة التالية الكبرى في مشواره، عندما سمع عنه المنتج الكبير لوتشيانو مارتينو من أحد معارفه وذهب لرؤيته في المدرسة التي كان يعرض بها فيلمه وشاهد الفيلم وحدد له موعدا للمقابلة في مكتبه. وهناك فوجئ بالمنتج الكبير يعرض عليه أن ينتج أفلاما له، ولكنه رفض وعندها ضحك مارتينو وعرض عليه المشاركة بالإنتاج بنسبة 50% فكشف له أن الفيلم صغير ولن تتجاوز ميزانيته مليون ونصف يورو. وهنا حكي إيرفولينو أنه تلقى صدمة بسبب الرقم الكبير ولكنه تظاهر بالثبات والثقة، وأضاف انه قام بعمل ميزانية بكل المطلوب في الفيلم على طريقته فوجد أن العمل لن يتكلف سوى 500 ألف يورو، مما أدهش المنتج الكبير وابتسم قائلاَ "انت أكثر الناس أمانة". وبعدها بدأ مرحلة جديدة وأسس شركة جديدة (امبي) بشراكة مونيكا باكاردي، وكثفا نشاطهما في كندا والولايات المتحدة، وتقوم الشركة حاليا بإنتاج ما بين 8 إلى 12 فيلمًا سنويا.