يحكى لنا الشيخ خالد الجندى قصة عظيمة العبرة منها التعرف على قيمة الدعاء وذلك من خلال برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على فضائية "dmc"، وهى: بما تفسر هذا الفعل.. شخص يذهب إلى العمل طوال الشهر 29 يوم ويجد ويجتهد وعندما يأتى يوم تقاضى الراتب "القبض" يتغيب عن العمل، فقد يرئ البعض تصرف هذا الشخص غير مفهوم، ويرى البعض الأخر نفس التصرف على أنه معتوه أو ناقص العقل. والمفاجئة هنا: "ماذا بالك لو علمت أننا جميعا هذا الشخص".. فكيف؟، إننا جميعا نفعل هذا الفعل دائما بدون التفكر فيما نفعل، وهذا ما يحدث بعد أداء أى عبادة فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما ننتهى من تلاوة القرآن الكريم نغلق المصحف على الفور، وكذلك عند الإنتهاء من الصلاة ننصرف إلى حياتنا على الفور، والكثير من العبادات اليومية التى نهدر بها قيمة الدعاء وثوابه العظيم، فقد قال الله تعالى فى سورة الإنشراح الآية 8: {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}، فيجب على كل إنسان يقوم بأى عبادة مهما كانت أن يحرص على أن يتبعها بالدعاء والمناجأة لله تعالى وذلك لعظم قيمة هذه العبادة البسيطة ومكانة المحافظ عليها. فقد بشر النبى الكريم صلى الله عليه وسلم أمته بما نزل فى قول الله تعالى من فضل الدعاء: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.. [البقرة : 186]، وأيضا فى قوله تعالي: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.. [غافر : 60]. كما حذرنا صلى الله عليه وسلم من الإعراض عن الدعاء لقول الله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ}.. [الفرقان : 77]، وكذلك فى الحديث الشريف: "لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عباد الله".. رواه أحمد والطبراني عن معاذ رضي الله عنه، وأيضا فى هذا الحديث الشريف: "إن الله تعالي حيى كريم يستحي إذا رفع الرجل إلية يديه أن يردهما صفر خائبين".. رواه أحمد وأبو داود والترمذى وابن ماجه والحاكم عن سلمان.
