أكد أحمد خيري المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، أن إجراءات الوزارة لتخفيض نفقات طباعة الكتب، في إطار استعدادها للعام الدراسي الجديد، لن تؤثر سلبًا على الطلاب، مؤكدًا أن عمليات الحذف، أو تخفيض نسبة طباعة كتب بعينها، ليس من شأنها الإخلال بالمحتوى التعليمي. وأكد خيري، في تصريحات لمصراوي، أن الكتاب المدرسي الذي سيتسلمه الطلاب في العام الدراسي الجديد 2017/ 2018، كافي لدخوله الامتحان والإجابة على كل الأسئلة. واتخذت وزارة التربية والتعليم، عدة إجراءات لتخفيض نفقات طباعة الكتب، وإزالة الحشو والتكرار من المناهج، وربط بعض المناهج بالوسائل التكنولوجية الحديثة. وبدأت إجراءات الوزارة بقرار تخفيف المناهج، دون الإخلال بالتنظيم المنطقي للمواد الدراسية ومصفوفة المدى والتتابع التي تحدد المحتوى لكل مادة، إذ تم حذف نسبة تتراوح ما بين 10 و20% من مادة الدراسات الاجتماعية لجميع المراحل التعليمية، وحذف نسبة تتراوح ما بين 28 و40% من مادة العلوم، وحذف نسبة ما بين 10 و28% من مادة اللغة الإنجليزية، و12% من مادة التربية الدينية. وتراوحت نسبة الحذف بمادة اللغة الفرنسية بين 30 و40%، ومادة الفلسفة والمنطق بين 5 و15%، ونسبة تتراوح بين 2 و5% من مادة الفلسفة، وفي مادة الرياضيات تم حذف نسبة تتراوح بين 28 و32% من مناهج المراحل المختلفة. وإلى جانب تخفيف المناهج، قررت الوزارة حذف الأنشطة والتدريبات من مختلف الكتب الدراسية، وإتاحتها على الموقع الالكتروني للوزارة، فيما عدا مادة علم النفس والاجتماع، نظرًا لأن الطالب يدرسها لأول مرة. وعن التخفيف، قال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، إن كل ما اختزلته الوزارة من المناهج لن يؤثر على مخرجات التعلم، أو تسلسل المناهج، ولكن في كمية المعلومات قائلًا:" احنا بنخفف شرح الموضوعات بس مش عددها". وأوضح شوقي سبب ذلك يرجع لأن تأليف الكتب المدرسية يقوم على المسابقات، وبعض المؤلفين يتقاضون مقابل عملهم بالصفحة، ما يجعلهم يتجهون لزيادة عدد صفحات الكتب من خلال الحشو والتكرار وزيادة صفحات التدريبات والأنشطة لزيادة الأموال، إلى جانب المكافآت التي تصدر لعاملين آخرين، في حين أن الوزارة تهدف إلى تقليل تكلفة طباعة الكتب. واتجهت الوزارة لدمج كتابي الفصلين الدراسيين في كتاب واحد، لبعض المناهج منها: كتب التربية الفكرية بإجمالي 19 منهج، كتب الإعدادي المهني، كتاب الدراسات الاجتماعية للصفين الرابع الخامس الابتدائي. كما تم طباعة قصص الموضوع الواحد للصفين الأول والثاني للمرحلتين الإعدادية والثانوية بنسبة 25% فقط من الكميات المطلوبة على أن توضع بمكتبات المدارس لتيسير حصول الطلاب عليها، مع رفع نسخة إلكترونية على موقع الوزارة. وفى مجال كتب التعليم الفني، تمكنت الوزارة في تقليل عدد الصفحات الألوان لكتب التعليم الفني دون الإخلال بالمحتوى العلمي من خلال تعديل عدد 58 كتاب بمرحلة التعليم الزراعي و50 كتاب بمرحلة التعليم التجاري، بالإضافة إلى طباعة كتب التعليم الفني التي يتم طباعتها على مستوى الجمهورية بأقل من عدد 1000 نسخة بمعرفة قطاع التعليم الفني. كما جرى طباعة الاسطوانات الصوتية الخاصة بكتب اللغات للمرحلة الإعدادية والثانوية، وإتاحتها للطلاب من خلال مكتبات المدارس. وكذلك جرى فحص المواد التعليمية الموجودة على منصة بنك المعرفة المصري؛ لتحديد ما يناسب مناهج مادتي العلوم والرياضيات بالصفين الأول والثاني الثانوي للعام الدراسي 2017/ 2018، وربطها ببنك المعرفة المصري كروابط بديلة عن بعض أجزاء محتوى هذه المناهج، وأخرى كروابط توضيحية، بالإضافة إلى الروابط الإثرائية، وتم وضعها في الكتب باستخدام برنامج"QRCODES". وأكد الدكتور طارق شوقي أن الوزارة استطاعت توفير بعض النفقات، بعد اتباع هذه الأساليب المختلفة، ولكن ارتفاع أسعار الطباعة لثلاثة أضعاف، بعد تحرير سعر الصرف، تسبب في استمرار عجز الميزانية التي وصلت هذا العام إلى 2.8 مليار جنيه بعد كل هذه الإجراءات. وأكد الوزير أنه يمكن للوزارة توفير تكلفة طباعة الكتب كاملة، ولكن بالتدريج، من خلال التحول من الكتاب الورقي إلى التعلم الرقمي. وأوضح أن التعليم الأكثر جودة يتطلب ألا يتم تلخيص المعرفة في كتاب، بل يجب إتاحة الفرصة للطالب في البحث عن المعلومة في أكثر من مصدر، خاصة أن لدينا بنك المعرفة، مشيرًا إلى أنه لن يتم مفاجأة الطلاب وأولياء الأمور بإلغاء الكتاب المدرسية، ولكن الأمر سيتم تدريجيًا. وعن وجود بعض المناطق النائية التي لا يوجد بها بنية تحتية تكنولوجية، قال الوزير إن بنك المعرفة يمكن الوصول إليه من أي هاتف محمول متصل بالإنترنت، وتعمل الوزارة حاليًا على توفير البنية التحتية المعلوماتية على الأقل في مدارس هذه المناطق، كما أن الكتاب الورقي الأصلي سيوضع في مكتبة المدرسة: "المهم نبتدي لو فضلنا خايفين من التغيير من هنعمله". ولفت شوقي إلى أن الوازرة انتهت من طباعة نحو 85% من احتياجات المدارس من الكتب المدرسية للعام الدراسي الجديد2017/ 2018 حتى الآن.
