''السنة صفر''.. انطلاقة جديدة ل''ويكيليكس'' تهز ال''سي آي إيه''

نشر موقع "ويكيليكس"، الثلاثاء، قرابة 9 آلاف وثيقة وصفها بأنها أضخم كمية من المواد الاستخباراتية السرية، المسربة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، التي لم تؤكد أو تنفي صحة الوثائق، كما لم تعلق على محتواها.
بداية القصة
قال الموقع إن هذه المجموعة من الوثائق التي أطلق عليها اسم "القبو 7"، تعتبر أكبر مجموعة وثائق سرية تنشر حول وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "على الإطلاق".
وتتكون المجموعة الأولى، المسماة "السنة صفر"، 8,761 وثيقة تم الحصول عليها من قاعدة بيانات عالية الأمان في مركز الاستخبارات عبر الفضاء الإلكتروني بمقر الوكالة في لانجلي بولاية فرجينيا.
ولفت إلى أن هذه الكمية الضخمة من المعلومات كانت على ما يبدو متوفرة لدى مجموعة من المتعاملين مع الإدارة الأمريكية سابقًا ولدى مخترقين لشبكتها؛ وأن أحد هؤلاء أمد "ويكيليكس" بجزء من هذا الأرشيف.
حرب معلوماتية
قال الموقع إن الوثائق التي تم الكشف عنها تظهر أن ال"سي آي إيه" تنافس وكالة الأمن الوطني المتخصصة في جمع المعلومات الاستخباراتية، في الحرب المعلوماتية.
وزعم ويكيليكس أن مجموعة كبيرة من وثائق الوكالة تمثل غالبية ترسانتها من القرصنة، تم تسريبها في أوساط الأمن المعلوماتي وأنه تلقى ونشر جزءًا منها.
وتحتوي الوثائق على مئات الملايين من خطوط التشفير التي تمنح من يملكها قدرات القرصنة الكاملة التي تملكها ال"سي آي إيه"، وفقًا للموقع الذي أوضح أن "سي آي إيه" انتجت أكثر من 1000 نظام قرصنة من مختلفة الفيروسات والبرامج التي تستطيع اختراق الأجهزة الإلكترونية والتحكم بها.
برامج التجسس
ذكر موقع "إنترناشيونال بيزنس تايمز" البريطاني تقريرًا عن إحدى الوثائق المسربة التي تكشف أن ال"سي آي إيه" استطاعت اختراق الهواتف الذكية والتلفزيونات الرقمية وحولتها إلى أجهزة تجسس على مستخدميها.
ووفقًا للوثيقة فإن أحد الأفرع التابعة ل"سي آي إيه" طورت وسيلة مراقبة "تطبيق على الهواتف الذكية" يطلق عليه "الملاك الباكي"؛ وهو تطبيق يمكن الوكالة من السيطرة على الهواتف واستخدام الميكروفون الخاص بها لتسجيل المكالمات وإرسالها آليًا إلى خودام "أجهزة كمبيوتر" تابعة للوكالة عبر الانترنت.
واستهدفت هذه البرامج أنظمة هواتف آيفون والهواتف العاملة بتقنية أندرويد مثل الهواتف الشخصية التي لا يزال يستخدمها الرئيس الحالي دونالد ترامب، وبرامج مايكروسوفت المنتشرة وتلفزيونات سامسونج الذكية التي يمكن تحويلها إلى مايكروفونات خفية، بحسب ويكيليكس.
وأكد الموقع أنه من خلال اختراق الهواتف الذكية تستطيع الوكالة الالتفاف على تقنيات التشفير لتطبيقات منتشرة مثل واتساب وسيجنال وتلجرام وويبو وكونفايد من خلال جمع الاتصالات.
الوقوع في الفخ
ولفت موقع ""إنترناشيونال بيزنس تايمز" إلى أن برامج تجسس الوكالة تم تطويرها بالتعاون بين ال"سي آي إيه" وجهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني "إم آي 5".
لكن الوثائق المسربة كشفت أن ال"سي آي إيه" لم تتحكم بشكل كاف في أدواتها الخاصة لجمع المعلومات وعمليات القرصنة لدرجة أنها وقعت في أيدي قراصنة آخرين.
الأيدي النظيفة
وبينما كشفت التسريبات تلك التطبيقات الخاصة بالتجسس على الهواتف واستخدام رسائل "واتس أب" وتطبيقات الرسائل الأخرى؛ قامت ال"سي آي إيه" عام 2014 باستخدام تلك الوسائل في قيادة سيارات وناقلات عن بعد لتنفيذ عمليات استخباراتية ضد أهدافها بطريقة يصعب اكتشافها.
وتسمح تلك التكنولوجيا التي تستخدمها الوكالة بتنفيذ عمليات اغتيال دون أن يتم رصدها بطريقة أو بأخرى فيما يعرف ب"الأيدي النظيفة" التي لا تسمح بتعقب منفذ العملية لعدم وجود أدلة.
اختبار مدير ال"سي آي إيه"
قالت وكالة أسوشيتد برس إن الوثائق المسربة تشكل أول اخبار كبير للمدير الجديد ل"سي آي إيه" مايك بومبيو، مشيرة إلى أنه طلب - خلال جلسة التصديق عليه قبل شهرين - تقييم استعداد الولايات المتحدة في مجال الانترنت.
وقال بومبيو لأعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ: "أمامنا كمية كبيرة من العمل"، مضيفا أنه لا يوجد سبب يجعلهم يتوقعون أن هذا التهديد سوف ينخفض، وأن هذه الأمر على الحكومة كلها العمل عليه من أجل تحقيق أمن إلكتروني أفضل للبنية التحتية الوطنية".