ننشر نص كلمة رئيس البرلمان خلال لقائه قادة القوات المسلحة

القى الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، كلمة اليوم الخميس، خلال الندوة التثقيفية الثانية والعشرين التى نظمتها القوات المسلحة، والتي تأتى فى إطار احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى الرابعة والثلاثين لتحرير سيناء، والتى شارك فيها الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة.
وجاء نص الكلمة كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الفريق أول صدقى صبحى
القائد العام للقوات المسلحة
السادة القادة العظام
السادة الحضور
تحتفل مصر فى الخامس والعشرين من شهر أبريل من كل عام بعيد تحرير سيناء، سيناء أرض الفيروز.. هذه البقعة المباركة من أرض مصر الطاهرة، فلقد صدق الله وعده وأعز جنده، وصان كنانته، وحفظ أرضه المقدسة، وتوج كفاح شعب عظيم، صاحب أعرق الحضارات، بنصر مبين".
"ولا شك أن سيناء تحظى بمكانة مميزة فى قلب كل مصرى، مكانة صاغتها الجغرافيا وصاغها التاريخ، وسطرتها بطولات ودماء المصريين وتضحياتهم لحماية هذه الأرض.. البوابة الشرقية لمصر وحصن الدفاع الأول عن أمنها، إنه ليوم عظيم، يوم تحرير سيناء الذى ثبت فيه أن المصرى مقاتل عنيد، ومفاوض سديد".
"السادة الحضور.. إنه ليوم عظيم يوم تحرير سيناء، بأيدى أبنائها البررة من رجال القوات المسلحة البواسل، الذين وهبوا أنفسهم لله وللوطن يقاتلون فى سبيل الله، يريدون وجهه، ويطلبون الشهادة، فكانوا أطهر الرجال وأشرف الشهداء.. إننا نحنى هاماتنا لشهدائنا الأبرار الذين افتدوا الوطن بأرواحهم.. الذين وضعوا الولاء للوطن فى أعلى المراتب، وجعلوه أسمى من الحياة، فكتبوا بذلك أنصع الصفحات فى تاريخ الوطنية المصرية، فاستحقوا أن نخلد ذكراهم، ونضعهم فى منزلة الصديقين والأبرار".
"أحيى باسمى وباسم نواب الشعب كل من شارك فى صناعة هذا العيد المجيد.. إننا نعلم الجهد الذى تبذله القوات المسلحة فى مختلف المجالات الداخلية والعربية والدولية، كما نقدر الدور الذى تقوم به قواتنا المسلحة للذود عن حياض الوطن ضد خفافيش الظلام المفسدين فى الأرض، الذين يلتحفون بعباءة الإسلام، والإسلام منهم براء.. يريدون اختطاف هوية الوطن.. لكن أبطال قواتنا المسلحة قادرون بعون الله على اجتثاث جذورهم وتطهير الأرض منهم.. يحاولون هدم مؤسسات الدولة وتشويه صورتها... إلا أن هذا الشعب يقف داعماً لجيشه، ومؤسساته فى مرحلة دقيقة يمر بها الوطن.. فى مرحلة تستدعى تضامن هذا الشعب خلف كافة مؤسسات الدولة".
وبهذه المناسبة يسرنى أن أتقدم بالتهنئة للحكومة لحصولها على ثقة البرلمان.. لتبدأ مرحلة جديدة نحو الانطلاق بعد إتمام مرحلة الانتقال".
"لقد رفعنا أعلام السيادة على أرض الفيروز، ونرفع اليوم معكم أعلام الحياة الكريمة لكل مواطن على أرض مصر.. واستكملت مصر خارطة الطريق بالتئام مجلس النواب الذى يحتضن ممثلين عن جميع فئات الشعب فى انتخابات حرة نزيهة، واستطاع هذا المجلس فى وقت لا يقاس بحساب الزمن أن ينجز ما عجزت عن انجازه مجالس سابقة.. إن من يحاولون تشويه صورة المجلس النيابي، إنما يحاولون أن يفتوا في عضد هذا الوطن، ونواب الشعب منتخبون بإرادة شعبية حرة كاملة، هؤلاء يظهرون جانباً واحداً من جوانب الحقيقة يظهرون مواطن الاختلاف ولا يظهرون مواطن الاتفاق والإنجاز، لهؤلاء وأولئك نقول:
"لقد قام المجلس فى بداية عمله بعرض ومناقشة (342) قرار بقانون صدرت فى غيبة المجلس، فضلا عن مناقشة وإقرار لائحته الداخلية التى تضم بين دفتيها (437) مادة، كما شهدت أروقة المجلس زيارة (6) رؤساء دول فى سابقة لم يشهدها البرلمان من قبل، بالإضافة إلى زيارة العديد من الوفود البرلمانية لمجلس النواب .. وتلك التى خرجت عن مجلس النواب إلى بعض برلمانات دول العالم فكان من أهم نتائج هذه الدبلوماسية البرلمانية.. عودة عضوية مصر فى الاتحاد البرلمانى الدولى، والبرلمان الأفريقى".
"والمجلس عاقد العزم على أن يتعاون ويتكامل مع باقى سلطات الدولة فى سبيل مواجهة كل محاولة خبيثة للنيل من الدولة وهدم مؤسساتها.. وما كان ليتحقق شيء من هذا لولا جهود سيادة الرئيس ومثابرته وسياسته الحكيمة التى استردت بها مصر مكانتها وثقلها بين الأمم.. هنيئاً لمصر باكتمال مؤسساتها الدستورية.. هنيئاً لمصر بتعاون وتكامل سلطاتها في سبيل تحقيق سيادة القانون وتطبيق صحيح أحكام الدستور، وتحيا مصر ... تحيا مصر ... تحيا مصر".