انضمت قطر إلى الدول التي أعلنت تأييدها لقرار المملكة العربية السعودية، إرسال قوات برية إلى سوريا، بينما أعلنت تركيا عدم تفكيرها في هذا الأمر حتى الآن. وتؤكد مصر أنها ترفض دخول قوات برية معتبرة أن الحلّ السلمي هو الطريق الوحيد. وقبل أيام أعلنت السعودية استعدادها للمشاركة في أي عمليات برية في سوريا إذا قرر التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لقتال داعش في سوريا والعراق البدء في مثل هذه العمليات. المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد الركن أحمد عسيري، أكد أن "العمل الجوي منفرداً ليس الحل الأمثل، فلابد من عمليات برية، وأن السعودية مستعدة للمشاركة في أي عمليات برية بقوات على الأرض قد يتفق التحالف ضد داعش لتنفيذها في سوريا، حيث سيكون هناك اجتماع قادم له، مبينًا أن هزيمة داعش مطلب أساسي لاستقرار المنطقة". استعداد خليجي خالد بن محمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع في دولة قطر قال إن بلاده مستعدة للتدخل البري في سورية "جنبا إلى جنب" مع السعودية والإمارات إذا طلبت منها الرياض ذلك. وقال في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الاثنين أن الأمر مفروغ منه، وأن موقف قطر منذ تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي يفيد بأنه إذا كانت حماية الشعب السوري تتطلب تدخلا بريا فهي ستلبي الطلب. وسبق أن انضمت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جارتها وحليفتها المملكة العربية السعودية في الترحيب بإرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم داعش والذي يسيطر على مساحات شاسعة فيها. وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، ردًا على سؤال من أحد الصحفيين في أبو ظبي نقلته وكالة رويترز عما إذا كانت الإمارات مستعدة لإرسال قوات عند الحاجة "هذا هو موقفنا على الدوام.. أي حملة حقيقية على تنظيم الدولة الإسلامية يجب أن تتضمن عناصر برية". لكن الإمارات قالت إن أي إرسال محتمل للقوات لن يتضمن أعدادا كبيرة. وأوضح الوزير قرقاش "نحن لا نتحدث عن آلاف الجنود لكننا نتحدث عن قوات على الأرض تقود الطريق.. سيقدم هذا الدعم.. وأعتقد أن موقفنا يبقى كما هو وعلينا أن نرى كيف يتقدم ذلك". استبعاد تركي أما الحليف العسكري والاستراتيجي للملكة العربية السعودية، والذي يشترك مع سوريا بحدود برية، فنفت على لسان وزير دفاعها أنباءً نُشرت عن دخول قوات برية تركية إلى سوريا، قائلا: إن "هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة". وأكد وزير الدفاع التركي - بحسب ما نقلته وكالة الأنباء التركية الرسمية الأناضول - أن بلاده لا تفكر في إرسال قوات برية إلى سوريا. وكانت شبكة "سي إن إن" قد نقلت عن مصدرين سعوديين مطلعين على خطط المملكة للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها لمكافحة تنظيم "داعش" في سوريا، أن عدد المتدربين قد يصل إلى 150 ألف جندي، وأن معظم الأفراد سعوديين مع قوات مصرية وسودانية وأردنية داخل المملكة حاليا. والتزمت المغرب بإرسال قوات إلى جانب تركيا والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدةوقطر، ومنذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا - بحسب الشبكة الأمريكية. رفض مصري وجاء إعلان موقف مصر من إدخال قوات برية إلى سوريا متأخرا بعض الشيء، وأعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، رفض مصر للمقترح السعودي. وقال شكري في حوار مع "دويتشه فيلله" الألمانية، في إطار تعليقه على اقتراح سعودي بإرسال قوات برية إلى سوريا، إن "العمل من خلال الأممالمتحدة والمبعوث الدولي هو الوسيلة المثلى لتحقيق وحدة سوريا"، معتبرًا أن الحل العسكري في سوريا أثبت خلال السنوات الماضية عدم جدواه، وأن الحلول السلمية هي المُثلى. تحذير روسي سوري روسيا حذرت من إرسال قوات برية إلى سوريا، وقالت إنه "يهدد بنشوب حرب عالمية ثالثة"، وقال رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، إن "روسيا تقيم استعداد دول عربية للمشاركة فى العملية البرية فى سوريا، بقيادة الولاياتالمتحدة، بشكل سلبى، معتبرا أن أي تدخل برى في سوريا سيشعل حربا عالمية ثالثة". وأعاد رئيس الوزراء الروسي، تحذيره موجها حديثه إلى الولاياتالمتحدة من أن نشر قوات في سوريا سيقود إلى "حرب شاملة وطويلة"، حسب وصفه. سوريا ردت على الإعلان السعودي عبر وزير خارجيتها وليد المعلم السبت والذي قال خلال مؤتمر صحفي في العاصمة دمشق إن أي تدخل بري أجنبي في الأراضي السورية هو بمثابة "عدوان" والمعتدون سيعودون "بصناديق خشبية". وقال المعلم إن "أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان، والعدوان يرتب مقاومته التي تصبح واجبا على كل مواطن سوري"، مضيفا "نؤكد أن أي معتد سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده". وشدد المعلم على أن "من يريد أن يكون إرهابيا ويشارك الإرهابيين في العدوان على سوريا سيكون نصيبه ذلك". وقال متساءلا "ماذا فعلت السعودية في اليمن وهل أفلحت ؟ .. لقد دمرت ولم تبق حجرا على حجر". "رعد الشمال" نهاية نوفمبر الفائت، خرج السيناتوران الأمريكيان جون ماكين وليندسي جراهام من بغداد، ويؤكدان ضرورة توفير قوة من 100 ألف جندي معظمهم من "الدول السنية" لقتال تنظيم داعش. بعد التصريحات الأمريكية، أعلنت السعودية في منتصف ديسمبر إنشاء تحالف عسكري إسلامي يضم 34 دولة لمحاربة على الإرهاب، وهو التحالف الذي رحبت به الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقال وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، إن التحالف الذي تقوده السعودية يتمشى مع دعوات الولاياتالمتحدة لدور سني أكبر في قتال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وتستضيف المملكة العربية السعودية، قوات من 20 جيشاً من دول المنطقة، بالإضافة إلى قوات "درع الجزيرة"، في مدينة الملك خالد العسكرية بمنطقة حفر الباطن شمال المملكة. واعتبر الحساب الرسمي المسؤول عن تغطية المناورة العسكرية على توتير "رعد الوطن"، المناورة العسكرية "رعد_الشمال" هي الأكبر من حيث عدد الدول المشاركة والعتاد العسكري النوعي.