أقيمت اليوم الأحد ندوة حول الفيلم الفلسطيني "3000 ليلة" على هامش مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية، المنعقد بقصر ثقافة الأقصر في الفترة من 30 يناير وحتى 5 فبراير، بحضور مخرجة العمل مي المصري، وبطلة العمل أناهيد فياض، وأدار الندوة الناقد محمد عاطف، المدير الفني للمهرجان، حيث يناقش الفيلم قضية الأسيرات الفلسطينيات. وأعربت المخرجة مي المصرى، في تصريحات لها خلال الندوة، عن سعادتها باشتراك فيلمها في فعاليات المهرجان، حيث تعتبره شرفا كبير لها، موضحة أن العمل الذي يتحدث عن حياة السجينات السياسيات الفلسطينيات وعلاقتهن بالمجرمات الاسرائيليات مستوحى من الواقع الفلسطيني، حيث يعالج مشكلة حساسة، وهي حكاية الأسرى والاعتقالات التي تحدث، موضحة أن فريق العمل بأكمله كان لديه إحساس بالمسؤولية وبالقصة لأنه يعالج مشكلات المرأة بشكل عام في القضية الفلسطينية. وأوضحت المصري أن السجن الذي تم تصويره في الفيلم كان حقيقيا وليس ديكورا كما اعتقد البعض، حيث كانت تريد إيصال مصداقية العمل للمشاهد، حيث تم تصوير الفيلم في سجن عسكري قديم بالأردن، مؤكدة أن واقعية الأحداث أثرت على نفسية فريق العمل، وسببت لهم ضغوطا، خاصة وأنه كان هناك طفل مشارك في الفيلم، وخشينا عليه من أن يتأثر بذلك. وأشارت المخرجة إلى أن أحداث العمل تعود لفترة الثمانينيات، وهي فترة ثرية بحركة الأسرى الفلسطينيات والجنائيات الإسرائيليات، حيث كانوا يضعونهن سويا، خاصة الحوامل، ولذلك أردنا تسليط الضوء على هذه الفترة، وتم التصوير من مكان واحد واقعي، والملفت للنظر هنا إضراب النساء في سجن الرجال وهذا ليس معروفا حتى تم فصلهن. وأضافت المخرجة أنها اهتمت في الفيلم بالجوانب البصرية وبالألوان والإضاءة، حيث كان ذلك يوحي بالتحضير البصري، كما أن الممثلات والممثلين الذين لعبوا أدوارا في الفيلم من فلسطين وإسرائيل، كانوا فلسطينيين من الداخل والخارج، فمنهم فلسطينيات من الداخل عشن واقع الاحتلال يوميا، كما أن الفنان الذي جسد شخصية المحقق في الفيلم كان سجينا بالفعل في الحياة الواقعية، والفتاة التي جسدت دور الإسرائيلية كان شقيقها مسجونا 15 سنة وخرج بالتبادل الذي حدث في نهاية الفيلم، وكان هذا صعب لأنها جسدت شخصية عكس حقيقتها. ومن ناحية أخرى، أعربت بطلة العمل أناهيد فياض، عن سعادتها بالتعاون في هذا العمل الذي يعكس الواقع الفلسطيني وأهم ما يميزه أن معظم فريق العمل ممثلات نساء، عشن في هذه القضية التي تعتبر من أهم قضايا الوطن العربي، لأن السجينات من أكثر الشخصيات اللاتي يتم تعذيبهن نفسيا، خاصة لو كانت امرأة تحمل طفلا. يشار إلى أن الفيلم من بطولة ميساء عبدالهادي، ونادرة عمران، ورائدة أدون، وكريم صالح، وعبير حداد، وهيفاء الآغا، وأناهيد فياض، وركين سعد، وهنا شمعون، ومن إخراج مي المصري، وتدور أحداثه حول معلمة فلسطينية يتم اعتقالها بعد تلفيق تهمة لها، ويحكم عليها بثمانية أعوام في السجن، حيث يتم نقلها إلى سجن النساء في إسرائيل، مع مجرمات إسرائيليات، ويضغط عليها مدير السجن حتى تتجسس على زميلاتها الفلسطينيات، لكنها سرعان ما تجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ قرار يغير حياتها إلى الأبد عندما تقرر السجينات الفلسطينيات الإضراب عن الطعام احتجاجا على تدهور الأوضاع في السجن.