تصوير – نادر نبيل: أكثر من 3400 عام مضت علي تشييد معبد الأقصر الفرعوني على الضفة الشرقية لنهر النيل في مدينة طيبة " الأقصر حاليا " وما زال المعبد شامخا شموخ الحضارة التي يمثلها فلم تستطع عوامل التعرية كما لم يفلح غزاة العصور المختلفة أن يطمسوا شيئا من روعت نقوشه أو أن يهدموا تماثيله وأعمدته التي تقف في عزة من يثق في تاريخه الممتد عبر آلاف السنين. المعبد سمي أيضا "إيبت رسيت" وتعني الحرم الجنوبي أو المكان الخاص بآمون رع وهو من أحسن المعابد المصرية حفظا وأجملها بناء وفيه يتجلى تخطيط المعبد المصري أوضح ما يكون. وتظهر الصور التي التقطتها عدسة " مصراوي" براعة الفنان والمعماري المصري القديم الذي عجز فنانوا ومعماريوا الألفية الثالثة بعد الميلاد أمام ما أبدعه . فما أن تخطوا قداماك أبواب المعبد إلا وتشعر بهيبة المكان فأنت في حضرة تاريخ أكثر من 3 آلاف عام وبينما تنتقل من الفناء المفتوح إلي الصرح إلا وتتعلق عيناك دون دراية بالمسلة العظيمة وتماثيل الآلهة أمنحوتب الثالث ورمسيس الثاني وتحتمس الثالث حيث تجسدت روعت الفن والحضارة والتاريخ. يقول مؤرخون أن معبد الأقصر شيد سنة 1400 قبل الميلاد لعبادة آمون رع وزوجته موت وابنهما خونسو وهي الآرباب التي يطلق عليها أيضا لقب الثالوث الطيبي (ثالوث طيبة) وذلك في عهد ملوك الأسرة الثامنة عشر والأسرة التاسعة عشرة. ويقول المرشد السياحي محمود فرح أن من أهم الأبنية القائمة بالمعبد هي تلك التي شيدها الملكان أمنحوتب الثالث (1397-1360 ق.م.) ورمسيس الثاني (1290-1223 ق.م.) الذي أضاف إلى المعبد الفناء المفتوح والصرح والمسلتين. يضيف فرح كما أقام الملك تحتمس الثالث (1490-1436 ق.م.) مقاصير لزوار ثالوث طيبة المقدس كما قام توت عنخ آمون (1348-1337 ق.م.) باستكمال نقوش جدرانه بينما دمرت المقصورة الثلاثية التي كانت قد شيدت من قبل في عهد الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة ثم أعيد بناؤها في عهد الملك رمسيس الثاني.