أعلنت المملكة العربية السعودية يوم الاثنين الموافق 14 ديسمبر 2015 عن "تشكيلها" لتحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب. ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية "واس" التي أذاعت خبر تشكيل التحالف، فهذا التحالف يضم 34 دولة، وهدفه محاربة الإرهاب، على أن يتم تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود. يأتي هذا القرار بعد قرارات عدة أخرى تشمل تحركات عسكرية للسعودية هذا العام. فقد شهد عام 2015 نشاطًا عسكريًا على غير العادي للمملكة العربية السعودية، فبعد أن اشتدت وتيرة الصراع في اليمن وسيطر الحوثيون على الكثير من الأراضي في اليمن أعلنت السعودية عن تحالف عربي يوجه ضربات للحوثيين في اليمن، وأسمتها بعاصفة الحزم. عاصفة الحزم: كان قرار المشاركة في عاصفة الحزم قد صدر في وقت متأخر من ليل يوم 26 مارس 2015، تحديدًا في الثانية صباحًا، أعلنت السعودية قيامها بتشكيل تحالف عربي ضم العديد من الدول، ما بين دول التعاون الخليجي ودول عربية أخرى لها تتضرر مصالحها بسيطرة الحوثيين على مقاليد الأمور في اليمن مثل مصر والحال مع مضيق باب المندب الذي له أهمية استراتيجية بالنسبة لمصر. وبعد شهر من بداية العملية أعلنت السعودية انتهاء عملية عاصفة الحزم وإزالة كل التهديدات التي تمثلها جماعة الحوثي على أمن السعودية وأعلنت عن عملية إعادة الأمل، إلا أن الضربات لم تتوقف يومًا، وحتى هجمات الحوثيين على جنوب السعودية واستهداف الحوثيين للجنود المشاركين في هذه العملية لم يتوقف حتى يومين مضوا عندما أعلنت السعودية والإمارات استشهاد جنود لهم في هذه العملية. التحالف الدولي: في أغسطس 2014 أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تشكيل تحالف دولي هدفه محاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق وكانت السعودية من ضمن الدول المشاركة في هذا التحالف. وفي 23 سبتمبر 2014 شنت السعودية أولى غاراتها ضد التنظيم في سوريا. التحالف الإسلامي: التحالف الذي يضم 34 دولة، يضم العديد من الدول التي لها مصالح متضاربة وليست على وفاق تام، فيضم التحالف قطر وتركيا ومصر، حيث تقف قطر وتركيا على إحدى قارعتي الطريق ومصر على الأخرى وتنتهج كل قارعة منهم سياسة خارجية مختلفة عن الأخرى تمام الاختلاف، ذلك غير الخلافات بين هذه الدول، فمصر تتهم قطر وتركيا بتمويل الإرهاب ودعمه على أرضها، وكل دولة من هذه الدول تتخذ موقفًا مغايرًا حيال الأزمة السورية. ذلك على غرار إعلان عدة دول "دهشتها" حيال إعلان السعودية ضمها للتحالف العسكري، منها باكستان وماليزيا وإندونيسيا. وفي هذا الشأن قال الباحث السياسي في الشئون العربية أحمد عاطف لموقع مصراوي، أن الأمور لم تتضح بعد، وأن الإعلان ينقصه الكثير من الأمور وقد تتضح في الفترة القادمة تفاصيل أكثر عن آلية العمل والاستراتيجية التي سينتهجها هذا التحالف، وهل هذا التحالف ستكون له عمليات على أرض الواقع أم أنه مجرد شيء رمزي مثل الإعلان عن تشكيل قوى عربية مشتركة الذي حتى الآن يقبع في طور الفكرة ولم يدخل حيز التنفيذ. وأضاف الباحث السياسي أن هناك معضلة حول هذا التحالف، حيث أن الأطراف المشاركة في هذا التحالف –والتي تم الإعلان عنها- لها مواقف متضاربة حيال الأزمة السورية. وأخيرًا قال عاطف، أن هذا التحالف قد يأتي في طريق إنشاء حلف سني بقيادة السعودية ودول التعاون الخليجي ومصر والأردن لمواجهة المحور الشيعي الذي يتمدد في المنطقة بقيادة إيران وينضوي تحته حزب الله ونظام بشار الأسد في سوريا والحوثيين في اليمن. وقد ضم التحالف دول ليست عربية ولكنها ذات أغلبية إسلامية مثل باكستان إلا أن باكستان أعلنت دهشتها! الأمر الذي سيتضح في الأيام القادمة حول ما إذا هذا التحالف سيستمر وتكون له خطوات على الأرض أم أنه فعل رمزي بحت.