بسام عبد الحميد أيمن الوكيل و بيتر رياض: ترجلك على الأقدام في الحارتين اليمنى واليسرى لكوبري نجع حمادي، المخصص لمرور السيارات، والذي يربط قري شرق النيل بالمدينة، يشعرك بهزات قوية متتابعة حال مرور شاحنات البضائع الكبيرة "المقطورة"؛ بالحارة الوسطى للكوبري. ربما تُعد هذه إحدى العلامات الدالة على شيخوخته، حيث يرجع تاريخ إنشائه لعام 1854، حينما بدأ التشغيل الفعلي لخطوط السكك الحديدية لربط محافظات مصر شمالها بجنوبها، إلى أن تم إنشاء كوبري مخصص لحركة قطارات السكك الحديدية على يسار الكوبري القديم، وتخصيص الكوبري القديم بحاراته الثلاث للسيارات. رصدت "ولاد البلد" ملامح الشيخوخة التي بدأت أعراضها في الظهور على الكوبري القديم بحاراته الثلاث، حيث كثرت الحفر، وتآكلت طبقة الأسفلت، بجانب تفكك الفواصل الحديدية بأرضية الكوبري، وتسبب تآكل طبقة الأسفلت في ظهور الفواصل الحديدية وانكشافها بشكل طولي يصل ما بين 50 سم إلى 150 سم مما يعيق حركة مرور السيارات ويُلحق الأذى بها. أعراض الشيخوخة يرجع مصدر هندسي متخصص في النقل والكباري ظهور أعراض الشيخوخة على الكوبري بشكل لافت إلى تضاعف مرور الشاحنات الثقيلة والمقطورة التي تزيد حمولتها عن 30 طنًا. ويقول إن "المركبات التي تزيد حمولتها عن 30 طنا عندما تفرمل بالقرب من المطبات، فإنها تضغط بشدة على الحوامل التي يُطلق عليها في علوم هندسة النقل (البغلة)، والتي تتكون من خرسانة أسمنتية مكسية بطبقة من الدبش، مما يؤدى إلى تشققها، وهو ما يؤثر على سلامة الكوبري". ويطالب الجهات المعنية بحظر مرور سيارات النقل الثقيل، وتكثيف أعمال الصيانة للكوبري، ومتابعته فنيًا بشكل دوري، محملًا إدارة مرور المدينة والإدارة الهندسية بمجلس المدينة خطر مرور تلك الشاحنات فوق الكوبري. سليم وآمن يقول المهندس نبيل محمود، رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الثامنة للطرق والكبارى والنقل البرى بقنا، إن الكوبرى سليم وآمن، لافتا إلى صعوبة منع شاحنات النقل الثقيل من المرور فوق الكوبرى لعدم وجود بديل برى يربط الطريق الزراعى الشرقى بالطريق الزراعى الغربى، وتعطل تنفيذ وصلة ربط الطريقين الملحقة بقناطر نجع حمادى الجديدة، بسبب اعتراض الأهالى أصحاب الأراضى المقرر نزعها بقرار رقم 1751 لسنة 2009، على تسليم الأراضى البالغ مساحتها 10 أفدنة، لتنفيذ مشروع الربط. ويطالب الأجهزة الأمنية والقيادات التنفيذية والشعبية بالتدخل السريع لإقناع الأهالى المعترضين على تنفيذ مشروع الربط، لافتا إلى قيام المنطقة بإعادة رصف حارات كوبرى نجع حمادي. تعطل وازدحام ومنذ أسابيع قليلة شهدت حركة القطارات توقفًا لعدة ساعات بسبب عطل في خط الكوبري الخاص بالقطارات، مما جدد حديث الأهالي حول سوء حالة الكوبري، ومعاناتهم في العبور من شرق المدينة إلى غربها والعكس بسبب الازدحام علي الكوبري بعد غلقه لأوقات طويلة، إما بسبب أعمال الصيانة أو فتحه لعبور إحدى السفن، وخرجت مطالبات بضرورة إنشاء آخر جديد، وسط حديث عن تهالك القديم وانتهاء عمره الافتراضي. مطلب ضروري يقول عز الدين أحمد، مدرس، إن إنشاء كوبري جديد لخدمة أهالي شرق النيل هو مطلب ضروري ومُلح، خاصًة بعد تداول أحاديث حول انتهاء عمر الكوبري الحالي. ويناشد أحمد مختار، مهندس، محافظ قنا بضرورة النظر إلى قري شرق نيل مدينة نجع حمادي، وتوفير الميزانية الخاصة بإنشاء كوبري جديد يربط بين الشرق والغرب، محذرًا من وقوع كارثة بسقوط أو تهالك أجزاء من الكوبري الحالي، ويلفت إلى ما يتحدث عنه الجميع حول وجود تقارير فنية تفيد بوجود أكثر من شرخ في جسم الكوبري. اختناق المروري ويوضح حماده الضوي، أحد الأهالي، أن حاجة قرى الشرق والغرب لإنشاء كوبري جديد علي النيل أولى من حاجتهم لإنشاء كوبري أعلي السكة الحديد، والذي ينشأ بالفعل حاليًا، لافتًا إلى الازدحام وحالة الاختناق المروري التي تحدث حال فتح الكوبري لعبور السفن مما يعطل المواطنين. حركة التجارة ويري محمد برعي، أحد الأهالي، إن إنشاء كوبري جديد يربط بين الشرق والغرب من شأنه أن يفتح المجال أمام حركة التجارة، وينعش البيع والشراء في بعض القري، فضلّا عما يوفره من وقت تستغرقه السيارات في البحث عن طرق بديلة خلال فترات فتح الكوبري. ويعرب شحات السيد، مقاول، عن أمله في أن تستجيب الحكومة لمطالب أهالي قري شرق النيل لتخفيف معاناتهم، مشيرًا إلى أن أعمال الترميم التي شهدها الكوبري فيما سبق لا تغني عن إنشاء كوبري جديد. النواب الجدد ويطالب عبدالشكور جمعة، موظف بالصحة، أعضاء مجلس النواب الجدد بالعمل علي إنشاء كوبري بديل للكوبري الحالي، بحيث تكون بدايته عند قرية نجع سالم، ونهايته عند ميدان العروسة، حتي يتثني للمواطنين الذهاب والإياب إلى المدينة في وقت أقل وبطريقة أسهل. خارج الخدمة المهندس مصطفى حسني، مسؤول كباري السكة الحديد بنجع حمادي، يقول إن كوبري الشرق الذي يعمل يدويًا خارج نطاق العمل منذ عام 1990، نظرًا لانتهاء عمره الافتراضي "لكنه ما زال يعمل حتى الآن". ويشير حسني إلى أن إغلاق الكوبري أمام حركة السيارات والمشاة من أجل إنهاء بعض أعمال الصيانة الدورية لصيانة الأجزاء الميكانيكية قد يصل إلى الساعتين، ويوضح أن الصيانة تجرى كل 15 يومًا من أجل تلافي الأعطال المفاجئة، إضافة إلى الوقاية من وقوع مشكلات بالمستقبل، مؤكدًا "لا نية لدى المسؤولين لتطوير الكوبري أو عمل كوبري معلق آخر". ويتابع "في حال الشروع في إنشاء كوبري معلق خاص بالشرق فالمكان الأنسب له سيكون عند ميدان العروسة بنجع حمادي، وربما تصل الفترة الزمنية اللازمة لإنشائه قرابة عامين لكن حتى الآن لم ترد أي أنباء حول وجود نية لهذا".