تادرس: مياه المريخ ليست دليلا على وجود حياة.. ومن المتوقع وجود "كائنات ذكية"

قال الدكتور أشرف تادرس لطيف، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن التجارب أثبتت أن الفضل في الكشف عن وجود المياه على كوكب المريخ، يرجع إلى إطلاق مجسات التصوير الدقيق وليس إلى نزول الروبوتات.
وأضاف تادرس، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن المجس هو مركبة مدارية تدور حول الكوكب في مدار قريب منه، وهي مجهزة بتقنية الاستشعار عن بعد، حيث يتم تصوير أجزاء الكوكب بالتفصيل، وقد فشل في ذلك الروبوتات الآلية التي تم نزولها على المريخ، والتي لا تتجاوز تحركاتها على سطح الكوكب عدة كيلو مترات فقط.
وأكد تادروس، أن الصور المأخوذة من المركبة المدارية "إكتشاف المريخ" كشفت على وجود أخاديد ومنحدرات يحتمل أنها تشكلت بفعل تدفق مياه مالحة دافئة على سطح الكوكب، حيث عرض علماء ناسا دراساتهم من خلال مؤتمر صحفي عقد في واشنطن يوم 28 سبتمبر الماضي، وعلى هذا يعتقدون بأن هذا دليلا على وجود الماء في الأزمنة السحيقة للمريخ سواء على سطح الكوكب أو تحت سطحه.
وتابع: "كما تدل الدراسة بأنه في مرحلة ما كان المريخ يشبه الأرض تماما من حيث تواجد البحار المالحة والبحيرات العذبة، ولكن شيئا ما غير معلوم قد حدث في مناخه تسبب في فقدان هذا الكم الهائل من المياه على الكوكب الأحمر".
واستطرد تادرس قائلًا: "ومع كل هذا نقول أن اكتشاف الماء على المريخ ليس مستغربا جدا، بل هو أمر يكاد يكون متوقع لأن المريخ من نفس عائلة الكواكب الأرضية للمجموعة الشمسية، كما أن ذلك ليس دليلًا على وجود حياة مماثلة للحياة على سطح الأرض، بل قد يكون مؤشرًا لاحتمال وجود كائنات حية بسيطة كالميكروبات، أو الطحالب، أو ما شابه على سطح الكوكب، أما وجود الماء أصلًا على سطح المريخ فقد يكون مشجعًا ودافعًا قويًا لناسا لإرسال رحلات مأهولة إلى الكوكب الأحمر في المستقبل القريب".
وأشار تادرس، إلى أن هذا مع العلم بأن البحث عن حياة شبيهة بكوكب الأرض في الفضاء السحيق، تستوجب عدم التسليم بوجود حياة بالمعنى الحرفي، الذي نعرفها على سطح الارض، فإذا كان هناك كائنات ذكية أخرى في هذا الكون، وهو من الأمور المتوقعة آيضًا، فليس بالضرورة أن تتنفس هذه الكائنات الهواء، أو تشرب الماء، كما نفعل نحن لكي نحيا على الأرض، فقد تكون لهذه الكائنات شكل ومضمون مختلف تمامًا عن شكل ومضمون البشر.