مؤتمر عربي يطالب بوضع استراتيجية موحدة لتفعيل مقاطعة إسرائيل اقتصاديًا

طالب المؤتمر ال89 لضباط اتصال المكاتب الإقليمية لمقاطعة إسرائيل، بضرورة الالتزام بأحكام المقاطعة العربية لإسرائيل كونها تساهم بشكل فعال في مساعدة الفلسطينيين في معركتهم الوجودية مع الكيان الصهيوني في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة العربية حالياً والتحديات التي تفرضها العولمة.
وأشار المؤتمر - في توصياته الصادرة اليوم الخميس في ختام أعماله التي استمرت على مدى ثلاثة أيام بالجامعة العربية - إلى أن هذه التحديات تستوجب إيجاد تصور شامل لاستراتيجية عربية موحدة تضمن عدم تسرب البضائع الإسرائيلية إلى البلاد العربية والمحافظة على الأمن القومي العربي.
وأكد أن استخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية والثقافية أثبت فعاليته على مدى عقود طويلة في خدمة القضايا العربية وفي مقدمتها استعادة الأراضي المحتلة والحقوق المغتصبة، منبهًا إلى أن هذا السلاح سيستمر مرفوعاً في وجه الكيان الصهيوني إلى أن يلتزم التزاماً كاملاً بإزالة الاحتلال وتطبيق قرارات الأمم المتحدة واحترام المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف.
وأشاد المؤتمر بالمقاطعة الشعبية التي انتشرت في أنحاء العالم وخاصة جهود حركة مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS) مما سيعزز من الوعي الشعبي العالمي لأهمية هذا السلاح السلمي في دعم القضية الفلسطينية لإنهاء الاحتلال والحصار وإقامة دولة فلسطين المستقلة على أرضها وعاصمتها مدينة القدس.
ولفت إلى أن هذا الوعي امتد ليشمل منظمات ومؤسسات أكاديمية ونقابات وكنائس في عدد من الدول تعمل على مقاطعة الكيان الصهيوني والجامعات الإسرائيلية على وجه الخصوص.
ووجه المؤتمر تحية تقدير ل "اتحاد مجالس طلبة بريطانيا" الذي يضم 7 ملايين طالب من المملكة المتحدة ومختلف دول العالم لصالح مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي لمعاقبته على جرائمه وانتهاكاته لحقوق الإنسان والقوانين الدولية والتي كان آخرها حرق عائلة فلسطينية بأكملها من قبل المستوطنين العنصريين في جريمة حرب.
وحيّا المؤتمر موقف أكثر من 700 مثقف وفنان من المملكة المتحدة، أعلنوا مقاطعة إسرائيل ثقافياً وعدم المشاركة في أي مشاريع ثقافية أو فنية ممولة من قبل إسرائيل أو مؤسساتها وعدم قبول أي دعوة ذات صلة بالحكومة الإسرائيلية، وذلك للضغط على إسرائيل ولحثها على الالتزام بقواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان.
وناقش المؤتمر موضوع الشركة الأمريكية "CATERPILLAR INC"، وقيام إسرائيل باستخدام بلدوزراتها وجراراتها لهدم بيوت الفلسطينيين والمساهمة في بناء جدار العزل في الأرض الفلسطينية المحتلة، وطالب المؤتمر الشركة بضرورة رفض مشاركة معداتها مع جيش الاحتلال في هدم المنازل وتخريب الممتلكات في الأراضي العربية المحتلة، وهو أمر مخالف للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وكان المؤتمر ال89 لضباط اتصال المكاتب الإقليمية لمقاطعة إسرائيل قد انعقد في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مدى ثلاثة أيام بمشاركة متميزة من الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وذلك في ضوء قرارات مجالس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وعلى مستوى وزراء الخارجية التي نصت على أهمية تفعيل المقاطعة العربية لإسرائيل ومقاومة محاولات التغلغل الإسرائيلي في الوطن العربي.
وتدارس المشاركون في المؤتمر جدول الأعمال الذي قدمه المكتب الرئيسي للمؤتمر والمتضمن العديد من القضايا ذات الصلة، وأهمها موضوعات تتعلق بأوضاع شركات من مختلف الجنسيات، وتم تطبيق الحظر وإدراج شركات على لائحة المقاطعة، وتوصية إنذار شركات أخرى ورفع شركات من لائحة الحظر لاستجابتها لأحكام المقاطعة، إلى جانب مناقشة موضوعات عامة تهدف إلى تطوير أحكام المقاطعة وإجراءات تطبيقها وفقاً لمقتضيات المصلحة العربية.