تبدأ في القاهرة غدا الأربعاء اجتماعات اللجنة الوطنية الثلاثية لسد النهضة الأثيوبي (المؤلفة من 12 خبيرا من كل من مصر والسودان وإثيوبيا)، لمناقشة العرض الفني للمكتبين الاستشاريين الدوليين الفرنسي والهولندي الخاص بتنفيذ الدراسات الموصى بها في التقرير النهائي للجنة الدولية للخبراء، فيما يتعلق بتأثيرات سد النهضة على كل من مصر والسودان. وقال وزير الموارد المائية والري الدكتور حسام مغازي -في تصريح اليوم الثلاثاء- إن الاجتماع سيستمر لمدة ثلاثة أيام، ويشارك فيه ممثلو المكتبين الاستشاريين الدوليين الفرنسي "بي آر ال"، والهولندي "دلتارس"، بعد أن انتهيا من إعداد "العرض الفني المعدل" باسمهما معا لإجراء الدراسات المطلوبة، كما يشارك بالاجتماع أربعة خبراء من كل دولة وخمسة أعضاء معاونين. وأضاف أن الاجتماع هو السادس في سلسلة اجتماعات اللجنة، ويهدف إلى الانتهاء من إجراءات التعاقد مع الشركتين، وهي خطوة هامة نحو إتمام التعاقد، ومن ثم البدء في تنفيذ الدراسات، وأنه تم الاتفاق بين وزراء المياه بمصر والسودان وإثيوبيا على عقد جولة جديدة من المفاوضات الفنية حول سد النهضة الإثيوبي، بالقاهرة خلال الفترة بين الأول والثالث من يوليو المقبل بمشاركة الخبراء الوطنيين بالدول الثلاث والمكتبين الاستشاريين الدوليين (الفرنسي والهولندي) المعنيين بالقيام بالدراسات الخاصة السد، وبحضور المكتب القانوني "كوربت الانجليزي"، وذلك لفحص وتقييم العروض الفنية والمالية المقدمة من المكتبين الاستشاريين لمراجعتها والتوافق على كافة الاجراءات والبنود بها. وأوضح وزير الري أنه سيتم خلال الاجتماعات الاستماع إلى المكتبين الاستشاريين اللذين سيعرضان التفاصيل الفنية والإجرائية والخطة التنفيذية للدراسات الفنية المطلوبة، كما سيقومان بالإجابة على أي استفسارات أو ملاحظات من جانب خبراء الدول الثلاثة الأعضاء باللجنة الوطنية الفنية، قبل أن يتم -بالتنسيق مع المكتب القانوني الدولي- إعداد وتجهيز مسودة العقد لعرضها على الدول الثلاث تمهيدا للتوقيع عليها خلال احتفالية 11 يوليو. وأكد أن ملف سد النهضة يحظى باهتمام من الدول الثلاث وتتم مناقشته في كل الاجتماعات التي يلتقى فيها الزعماء، ويعطى دفعة قوية للمفاوضات، كما حدث مؤخرا خلال لقاء زعماء مصر والسودان وإثيوبيا على هامش قمة التكتلات الاقتصادية الأخيرة للتي عقدت في مدينة شرم الشيخ، لافتا إلى أن خبراء الدول الثلاث على تواصل مستمر للخروج بنتائج ترضي شعوب الدول الثلاث وتحقق المبادئ المتفق عليها بان الجميع يربح ولن يخسر أحد. وكان من المقرر عقد الجولة السادسة لمفاوضات سد النهضة الأثيوبي بالقاهرة في منتصف شهر يونيو الجاري، لكنها تأخرت بناء على طلب المكتبين الاستشاريين الدوليين، من أجل التوافق بينهما على بعض التفاصيل الفنية قبل تسليمهما العرض الفني المعدل. وأرجع مغازي تأخير استلام العرض الفني المعدل من المكتبين الاستشاريين الفرنسي والهولندي إلى حرص الدول الثلاث على استيفاء جميع التفاصيل الفنية الدقيقة التي تضمن إنجاح جولة مفاوضات القاهرة والتوصل إلى نتائج مرضية للشعوب وتستجيب لطموحات وجهود القيادة السياسية بالدول الثلاثة، مشيرا إلى أن التواصل بين خبراء الدول الثلاث المعنيين بملف سد النهضة لم ينقطع ومستمر من أجل تحقيق أكبر درجة من النجاح لخارطة الطريق.
