شهدت تركيا الأحد نهاية لعصر انفراد الحزب الواحد بالحكم بعدما أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية أن حزب العدالة والتنمية الحاكم قد أخفق في الفوز بمقاعد كافية في البرلمان تمكنه من الحكم بمفرده، بينما فاز حزب موالي للأكراد بعدد كاف من المقاعد مكنه من دخول البرلمان للمرة الاولى. ومع فرز جميع الأصوات تقريبا، فاز حزب العدالة والتنمية ب 8ر40% من الأصوات ليحصل بذلك على 258 مقعدا في البرلمان المكون من 550 مقعدا، وهو ما يقل عن ال 274 مقعدا اللازمة للاحتفاظ بحكومة يسيطر عليها الحزب الواحد التي حكمت البلاد منذ عام .2002 واعتبرت النتيجة هزيمة لرجب طيب أردوغان المؤسس المشارك لحزب العدالة والتنمية الذي كان يسعى إلى التحول نحو نظام رئاسي قوي. وكان حزبه يحتاج إلى أغلبية ساحقة لينفذ التعديلات الدستورية اللازمة. وحصل حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد على 13% من الأصوات ليضمن بذلك 79 مقعدا في البرلمان حسبما أفادت قناة (سي إن إن تورك) نقلا عن مفوضية الانتخابات. وخرج الناس في شوارع مدينة ديار بكر ذات الاغلبية الكردية جنوب شرق البلاد في مظاهر احتفالية واسعة حيث أطلقوا الألعاب النارية ورقصوا ولوحوا بالعلم الكردي المكون من ألوان الأحمر والأخضر والأصفر. وهتفت الحشود بشعارات مناهضة لأردوغان وأثنت على عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون. وعلق فريد كانزاري / 38 عاما/ وهو عامل بناء على احتمال دخول الحزب البرلمان للمرة الأولى، قائلا "اعتقد ان اليوم يعني انتهاء الديكتاتورية وبدء الديمقراطية.. اليوم هو يوم مفعم بالأمل". وتعهد زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش بعدم الدخول في تحالف مع حزب العدالة والتنمية. وترفض أحزاب المعارضة إلى حد كبير النظام الرئاسي المقترح من جانب أردوغان، لقلقها من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الانحسار للديمقراطية وتركيز السلطة في يد منصب واحد، وذلك وسط اتفاق متزايد على ان أردوغان أصبح سلطويا بشكل متزايد في فترة توليه السلطة التي تزيد على 12 عاما بداية من عمله رئيسا للوزراء. واتهمت المعارضة أردوغان بانتهاك القانون لترشحه عن حزب العدالة والتنمية، قائلة إن الرئيس دستوريا يجب أن يكون غير متحيز. كما أعربت الأحزاب عن قلقها من إمكانية أن يستخدم حزب العدالة والتنمية وأردوغان لسلطتهما للحصول على تغطية إعلامية غير متكافئة.