افتتح الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار، والدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة اليوم "الأحد" مسجد وحوض الأمير "أيتمش البجاسي" بمنطقة باب الوزير بالدرب الأحمر وذلك بعد الإنتهاء من أعمال ترميمهما. شهد الافتتاح عدد من المسئولين والدكتور مصطفى أمين الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار والدكتور محمد عبداللطيف رئيس قطاع اللآثار الإسلامية والقبطية و محمد عبد العزيز معاون وزير الآثار لشئون الآثار الإسلامية والقبطية وعدد من الشخصيات العامة. وأكد الدماطي أنه جاري حاليا استكمال أعمال الترميم والتطوير لعدد من المباني الأثرية بنفس الموقع وهي البيمارستان المؤيدي، تكية تقي الدين البسطامي وبوابة درب اللبانة وهو ما يأتي في إطار مشروع إعادة تأهيل وتطوير موقع القاهرة التاريخية لما يحويه من مباني ومواقع أثرية باقية حتى الآن لتشهد على عظمة حضارة مصر الإسلامية. وقال إن افتتاح مسجد أيتمش البجاسي ، الذي يعد واحداً من أهم الآثار الإسلامية الموجودة بموقع القاهرة التاريخية بعد أسابيع قليلة من افتتاح الجامع الأزرق ، يؤكد حرص الوزارة على فتح مزارات أثرية جديدة أمام حركة السياحة المحلية والعالمية ومواصلة حركة العمل للانتهاء من المشاريع التي تقوم الوزارة بتنفيذها في الفترة الحالية. وأضاف إنه تم كذلك تجديد دار المناسبات المتهدمة المجاورة للمسجد والتي يقام بها العديد الخدمات الخاة بأهالي المنطقة المحيطة بالإضافة إلى ندوات التوعية الثقافية بتراث مدينة القاهرة التاريخية كمثال حي للمشاركة المجتمعية مع أهالي المنطقة. من جانبه.. أوضح محمد عبد العزيز معاون وزير الآثار لشئون الآثار الإسلامية والقبطية إن المسجد كان يعاني من إرتفاع نسبة الرطوبة والأملاح بجدران الواجهات والمدخل الرئيسي وتآكل العناصر الحجرية والأشرطة الكتابية بالإضافة إلى وجود فواصل وشروخ بجدرانه وتهدم جزئي بقمة المئذنة، مشيرا إلى أنه قد تم توثيق الوضع الراهن للمسجد والحوض قبل البدء في أعمال الترميم. واشار إلى أن مشروع الترميم اشتمل على أعمال الترميم الإنشائي والمعماري حيث تم تدعيم وحقن الأساسات والحوائط، استبدال بعض الأحجار التالفة، معالجة وترميم الشروخ الطولية بالحوائط وترميم المقرنصات الحجرية بالمدخل الرئيسي للمسجد، هذا بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق للعناصر الخشبية والرخامية والمعدنية الموجودة بالمسجد. ويعود تاريخ مسجد "أيتمش البجاسي" لعام 785ه /1383 م، بناه الأمير الكبير سيف الدين بن عبد الله البجاسي الظاهري والذي كان يعمل خادماً للأمير برقوق في بدايته قبل توليه سلطنة المماليك الجراكسة، وعندما تولى برقوق سلطنة المماليك البرجية أنعم على "أيتمش" بوظيفة اتابك العسكر ثم قرره السلطان برقوق أمير كبير والتكلم في أمور دولته وظل "أيتمش" في هذه المكانة الرفيعة حتى وفاة السلطان برقوق.