قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، اليوم الخميس، ''إذا استمرت إيران فيما تقوم به من تدخلات في شؤون الدول العربية ستضع نفسها مباشرة ضد المصلحة العربية والقيم الأخلاقية العالمية، فهي تشجع الإرهاب وهي تقوم باحتلال أراض، وهذه ليست من خصال الدول التي تريد السلام وتسعى إلى تحسين علاقتها بالدول الجارة''، مضيفًا أن إيران جارة ولا نضمر لها أي عداء. جاء ذلك خلال رد الأمير سعود الفيصل على سؤال حول إيران وذلك في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالرياض اليوم. وأضاف الفيصل ''نحن نتمنى أن تستمع إيران إلى نصائح العقلاء من أهلها وتترك التدخلات في الشؤون الداخلية العربية، قبل أن يتطور الوضع وتستكين للعداء بينها وبين جيرانها''. وأوضح الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قد التقى مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون، كما التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وعقد الفيصل وكيري جلسة مباحثات ثنائية وصفها بأنها كانت مثمرة وبناءة واتسمت بالشفافية. وأشار إلى المباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما اشتملت اللقاءات على بحث مستجدات الأوضاع في اليمن وسوريا وليبيا وجهود التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب وتطورات مفاوضات برنامج إيران النووي وعملية السلام في الشرق الأوسط وغيرها من الموضوعات. وقال إنه بالنسبة لليمن هناك اتفاق دولي تام ورفض مطلق للانقلاب الحوثي على الشرعية ومحولات فرض الواقع بالقوة ورفض كل ما ترتب على ذلك من إجراءات بما في ذلك ما يسمى بالإعلان الدستوري للميليشيات الحوثية. وأشار إلى ما عبر عنه المجتمع الدولي ودعمه الكامل للحكومة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وهو ما عكسته البيانات الصادرة عن مجلس التعاون وجامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولي. وأكد تنويه المملكة بهذه المواقف والجهود، وتجدد تأكيدها على أهمية استئناف العملية السياسية، وفقًا لمرجعية المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وأهمية مساعدة الشعب اليمني الشقيق للخروج من محنته والمحافظة على أمن اليمن ووحدته واستقراراه. كما تناولت المباحثات جهود التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب وتنظيم ''داعش'' الإرهابي، على وجه الخصوص والإجراءات القائمة لمحاربة التنظيم في كافة الجوانب العسكرية والأمنية والفكرية وتجفيف موارده المالية. وقال إن المملكة إذ تؤكد على أهمية هذا التحالف وتدعو إلى توفير السبل العسكرية اللازمة لمواجهة هذا التحدي على الأرض وأن تكتسب هذه الحملة منظومة استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب أينما وجد وهذه التنظيمات التي تقف ورائه للقضاء على الإرهاب من جذوره. كما تناولت المباحثات مفاوضات البرنامج النووي الإيراني حيث تؤيد المملكة جهود مجموعة 5+1 من واقع حرصها على حل الملف بالطرق السلمية بغية الوصول إلى اتفاق ناجح يبدد كافة الشكوك المحيطة به ويضمن عدم تحوله لبرنامج عسكري يهدد المنطقة والعالم. وقال إن المملكة تؤيد موقف المجموعة في السعي لوضع نظام تفتيش دولي صارم يتم التأكد بموجبه من عدم سعى إيران لصنع أو امتلاك أسلحة نووية مع ضمان حق إيران وكافة دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وأشار إلى أنه بالنسبة للازمة السورية، قال إن استمرار هذه الأزمة في عامها الرابع لن يفضي فقط إلى تدمير سوريا وتعميق معانتها الإنسانية بل أدى أيضًا إلى جعل سوريا ملاذًا آمنًا للتنظيمات الإرهابية وبمباركة من بشار الأسد الفاقد للشرعية وتهديد ذلك للمنطقة والعالم ما يدعونا لتكثيف الجهود بتشجيع ودعم المعارضة المعتدلة وبكل ما تحتاجه من عتاد وتدريب لمواجهة نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية وطرد المحتل الأجنبي من أراضيه. وأكد في الوقت ذاته أن بلوغ الحل السلمي القائم على مؤتمر جنيف 1 يتطلب تحقيق التوازن العسكري على الأرض. وقال إن المباحثات تناولت كذلك عملية السلام في الشرق الأوسط في إطار الجهود التي قامت بها الولاياتالمتحدة مؤخرًا لإحياء مفاوضات السلام لبلوغ الحل العادل والشامل للنزاع وهي الجهود التي حظيت بمؤازرة العرب والفلسطينيين بمباركة من جامعة الدول العربية. وأضاف أن رؤيتنا تجاه الحل المنشود تظل مستندة إلى مبادىء الشرعية الدولية وقرارتها ومبادرة السلام العربية الهادفة إلى قيام الدولية الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود لم تؤت ثمارها بسبب التعنت والمماطلة الإسرائيلية وإجرائتها التعسفية بحق الشعب الفلسطيني. ودعا المجتمع الدولي للاضطلاع بكافة مسؤولياته تجاه الممارسات اللا إنسانية ضد الشعب الفلسطيني والزامها باحترام عملية السلام ومبادئها وعدم انتهاك الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.