يستضيف ملعب فيسنتي كالديرون غدا الأربعاء مواجهة صعبة بين أتلتيكو مدريدوبرشلونة في إياب ربع نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا لكرة القدم، حيث كان الفريق الكتالوني قد فاز بمعقله كامب نو ذهابا 1-0 على أبناء العاصمة مدريد. فيما تدور منافسة خاصة بين ثنائيين هما ميسي ونيمار المتألقين من جانب وفرناندو توريس وأنطوان جريزمان على الجانب الآخر خلال المباراة التي ينتظر أن تشهد مواجهة تكتيكية خاصة بين المدربين لويس إنريكي ودييجو سيميوني.
وتكتسب المباراة بعدا خاصا لدى إصرار البلوجرانا والروخيبلانكوس على التأهل لنصف النهائي وضمان بطولة خلال الموسم الجاري، لا سيما في ظل احتلال أبناء كتالونيا للمركز الثاني في الليجا وملاحقة أتلتيكو مدريد لهم في المركز الثالث.
ولا يبدو أي من الفريقين ضامنا للتأهل إلى الدور التالي نظرا لأن البرسا فاز على أرضه بهدف وحيد وهو بحاجة للحفاظ على نظافة شباكه بأي ثمن على ملعب فيسنتي كالديرون الصعب كي يصل لنصف النهائي، بينما يحتاج أتلتيكو للفوز بفارق هدفين على الأقل مع عذرية شباكه أيضا.
ويسعى البرسا لمواصلة مسيرة الأداء الرائع الذي يقدمه مؤخرا خاصة في مواجهات أتلتيكو، حيث نجح أبناء لويس إنريكي في حسم مباراتين اثنتين حتى الآن لصالحهم في الدوري والكأس، بعكس الموسم الماضي الذي لم يتمكن فيه البلوجرانا من الفوز على الروخيبلانكوس طيلة ست مباريات.
أما أتلتيكو، الذي قدم أروع أداء له مع الأرجنتيني دييجو سيميوني والذي قاد الفريق المدريدي لحصد خمس بطولات في ثلاثة أعوام وأطاح ببرشلونة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، فإنه لم ينجح في التعويض مطلقا بعد تأخره مرتين في المراحل الإقصائية.
لكن الروخيبلانكوس يدخلون المواجهة هذه المرة بإصرار لكسر هذه اللعنة متسلحين بالروح المعنوية العالية فضلا عن كونهم يلعبون على أرضية ملعب فيسنتي كالديرون الذي سيمتلئ عن آخره، بينما يخوض اللاعب كوكي ريسوركسيون سباقا مع الزمن للحاق باللقاء رغم معاناته من الشد العضلي.
ويعد كوكي أهم لاعب حاليا في الفريق حيث ساهم في صناعة 14 هدفا وإحراز ثلاثة آخرين ليضع بصمته بالتالي في 17 هدفا من إجمالي 65 سجلها أتلتيكو هذا الموسم حتى الآن، لكن سيميوني وضع بالفعل قائمته التي ستستقبل برشلونة مراهنا على سرعة فرناندو توريس وأنطوان جريزمان في الخط الأمامي.
وفضل سيميوني الدفع بتوريس، الذي سجل هدفين في ست مباريات هذا الشهر وثمانية أهداف في 13 مواجهة مع البرسا، واللاعب الدولي الفرنسي جريزمان الذي أحرز 11 هدفا خلال آخر 12 مباراة خاضها كأساسي، مع الاحتفاظ بالكرواتي ماريو ماندزوكيتش احتياطيا.
ويستند المدرب الأرجنتيني في قراره إلى عناصر عدة، فتوريس وجريزمان يجيدان التحرك في المساحات وليس في المراكز المحددة، كما أن هناك نسبة عالية من التفاهم بينهما ساهمت في هز شباك الجار اللدود ريال مدريد خلال مباراة إياب ثمن نهائي الكأس على ملعب الأخير سانتياجو برنابيو. كما أنهما خاضا مباراة الذهاب في ربع النهائي أمام البرسا في كامب نو.
ومن المتوقع أن يبدأ سيميوني اللقاء بالتركي أردا توران وراؤول جارسيا على الأجناب، في حال عجز كوكي عن اللحاق بالمباراة، بجوارهما ماريو سواريز وجابي فرنانديز في وسط الملعب، مع عودة السلوفيني يان أوبلاك لحراسة المرمى، والاحتفاظ بنفس الدفاع الذي خاض به مباراة رايو فايكانو في الدوري السبت الماضي وانتهت بالفوز 3-1.
كما يغيب قلب الدفاع الأوروجوائي دييجو جودين عن المباراة بعد أن نال ثلاث بطاقات صفراء في البطولة، لذا فسيتولى مواطنه خوسيه ماريا خيمينيز والبرازيلي جواو ميراندا مهمة قلبي الدفاع بعد وصولهما لمستوى عال من التفاهم في الملعب، وبجانبهما خوانفران توريس وجيليرمي سكيرا على الأطراف.
أما البرسا، الذي لم يخسر منذ هزيمته أمام ريال سوسييداد على ملعب أنويتا في الدوري، فبات من الواضح أنه وجد توليفته المثلى من اللاعبين والتي أمطرت شباك إلتشي المتواضع 6-0 السبت الماضي في الليجا.
ففي وسط الملعب، أصبح راكيتيتش جاهزا للعودة بجانب إنييستا وبوسكيتس، بينما لا بديل أمام لويس إنريكي سوى الدفع بالثلاثي الذهبي الهجومي ميسي ولويس سواريز ونيمار.
بالمثل، يعود تير شتيجن مرة أخرى لحراسة المرمى بعد أن تابع مباريات الدوري من على مقاعد البدلاء، وأمامه رباعي الدفاع المتألق خلال المباريات الأخيرة ألفيش وبيكيه وماسكيرانو وألبا. لكن إنريكي بالطبع قد يغير رأيه حيث يعلن عن تشكيلة المباراة في نفس اليوم.
ويعول أبناء كتالونيا كثيرا على الوصول لنصف النهائي من أجل تلافي ضربة موجعة مماثلة لتلك التي أعقبت العودة من عطلة أعياد الميلاد حيث خسروا أمام ريال سوسييداد بهدف لألبا في مرماه بالخطأ. البرسا في غنى عن أي أزمات جديدة بعد أن بدأت العجلات تدور.
