وينعقد مهرجان الشيخ زايد التراثي 2014 تحت رعاية سامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويحظى المهرجان بمتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة. وتستمر فعاليات المهرجان الذي يمتد على مدار 22 يوماً حتى يوم 12 ديسمبر المقبل، يقدم خلالها العديد من الفعاليات التراثية المنوعة التي تعكس ثراء الحياة الإماراتية وعمق الموروث الذي خلّفه الآباء والأجداد. بدوره، قال سعادة حميد النيادي، مدير المكتب الخاص لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان "أعتقد أن وصولنا إلى 100 ألف زائر في الأسبوع الأول من المهرجان الذي يمتد على مدار 22 يوماً، يعد إنجازاً كبيراً. ونحن من جانبنا سعداء بهذه النتيجة التي تؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح وأن المهرجان نجح في عرض التراث بطريقة مبتكرة وصادقة ونقل إرث الآباء والأجداد وحياتهم بأدق تفاصيلها. ونتطلع إلى تحقيق إنجازات أخرى تصب في صالح التعريف بتراث دولتنا الأصيل". وستشهد المنصة الرئيسية للمهرجان فعاليات جديدة هي "ليالي الوثبة" بالتعاون مع هيئة السياحة والثقافة بأبوظبي، والتي تأتي احتفالاً بأعياد اليوم الوطني، حيث ستُقام بدءً من الساعة الثامنة مساءً على خشبة المسرح وتشمل عروضاً غنائية وطنية يؤديها مجموعة من الفنانين البارزين كعيضة المنهالي وفايز السعيد والفنانة أريام والفنانة فاطمة زهرة العين. وقد شهد المهرجان زيارة من الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية رئيسة لجنة رياضة المرأة البحرينية تجولت خلالها في المهرجان واطلعت على مختلف المعارض والبيئات وورشات عمل الحرف الإماراتية التقليدية وأبدت إعجابها بالتنظيم وأثنت على رسالة المهرجان وأهدافه وما يرمز له من أصالة التراث الإماراتي والخليجي. من ناحية أخرى ميز المهرجان هذه السنة إقبال جمهور كبير من مختلف مناطق الدولة من المواطنين والمقيمين والسائحين الذين أتوا للاطلاع على تاريخ الإمارات ممثلاً بالمهرجان كمتحف حي يصور حياة الماضي بمختلف مكوناتها وجزئياتها. من جانبها، قالت إحدى السائحات البريطانيات، وتدعى آنجريد، والتي كانت تتفاعل بصورة حية ومباشرة داخل ورشة عمل الرحى: "أنها حقاً تجربة مثيرة ومدهشة في آنٍ معاً، فقد أتيح لي أن أمارس مهنة كانت السيدات الإماراتيات يمارسنها قديماً وهي طحن الحبوب باستخدام الرحى، ولكن ما يلفت نظري هو تلك الصعوبة التي كان يعانينها في هذه العملية، فالحجارة كبيرة وهناك صعوبة بالغة في الاستمرار بتحريكها، واللافت أن السيدات الإماراتيات المسنات يستمرن في تدوير أحجار الرحى دون كلل أو ملل، إنهن بحق مثار للإعجاب والاحترام". يُذكر أن مهرجان الشيخ زايد يضم أكثر من 60 ورشة عمل تتوزع في مختلف بيئاته الأربع: البرية، البحرية، الزراعية والجبلية، من بينها ورشة عمل الرحى، إذ تعد من الأدوات شائعة الاستخدام عند النساء قديماً، فهي آلة بدائية من الحجر الخشن الثقيل، تُستعمل لجرش الحبوب وطحنها، وتتألف من حجرين مستديرين يُركبُ أحدهما فوق الآخر، ويكون السفليّ منهما ثابتاً، بينما يتحرّك الحجر العلويّ حول محور خشبيّ أو معدنيّ تكون قاعدته مثبّتة في أسفل الحجر السفليّ، وعندما تدور حجر الرحى فإنها تمر فوق حبات القمح أو الشعير التي توضع من فتحة دائرية صغيرة في وسط الحجر العلوي، فتتكسر تلك الحبات شيئاً فشيئاً، كلما دار عليها حجر الرَّحَى حتى تصبح طحينا ناعماً.