أصبح غياب الملاعب السعودية عن تنظيم نهائيات آسيا 2019م واقعاً لا مفر منه، بعد إعلان ذلك رسمياً في اليومين الماضيين، وهو النبأ الذي استقبله المتابعون بشيء من الإحباط وعلامات الاستفهام، دون أن يكون هناك توضيح رسمي أو مؤتمر صحافي للمسؤولين عن الملف السعودي في أروقة الاتحاد الآسيوي، لسرد أسباب الانسحاب وابتعاد الحلم. إذ لا تتوفر أمام المتلقي سوى عدم توفر الضمانات الحكومية لتنظيم البطولة القارية دون ذكر تفاصيل أخرى، وهو الأمر الذي تردد صداه منذ بدء التقديم، ودخول سباق الاستضافة مع الدول الآسيوية الأخرى. ما يهم هنا بعد ضياع حلم استضافة البطولة الآسيوية على الملاعب السعودية هو ماذا بعد؟ هل كان الدخول في سباق الترشيحات لاستضافة آسيا 2019م لمجرد التجربة والحضور الإعلامي فقط؟ هل ننوي التقدم مرة أخرى لتنظيم آسيا 2023م بملف مكتمل الجوانب يتضمن كل الضمانات منذ وقت باكر ووفق تخطيط سليم وأهداف محددة ورؤية واضحة؟ أسئلة مفتوحة أمام المسؤولين في اتحاد الكرة وممثلينا في الاتحاد الآسيوي والقائمين على ملف الاستضافة الغامض للإجابة عليها. الإخفاق في سباق الترشيحات على تنظيم بطولات كأس العالم بمختلف الدرجات، وكذلك البطولات القارية الأخرى ليس مشكلة بحد ذاتها لأن الآخرين أيضاً يملكون ذات الطموح في كسب استضافة البطولات الكبرى وتنظيمها، لكن حضور السعودية بثقلها الآسيوي الكروي، ومكانتها التاريخية في بطولات القارة بعد فوزها باللقب ثلاث مرات أعوام 1984 و1988 و1996 واللعب على نهائي البطولة وخسارة الكأس أعوام 1992 و2000 و2007، ثم إقحامها للمرة الأولى في سباق تنظيم البطولة القارية، قبل الخروج الباكر لأسباب غير مقنعة، سيظل محل إحباط للجماهير السعودية ودليل جديد على وهن الحضور الإداري السعودي في اتحاد الكرة الآسيوي، وتراجعه خطوات واسعة، وهو ما نأمل أن يتم كسره بتحقيق منتخبنا للقب النهائيات القارية المقبلة 2015م في استراليا، رغم صعوبة المهمة وضعف التجهيزات الفنية حتى الآن لمثل هذا الاستحقاق الكبير.