زيارة البشير للقاهرة تكرس العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسودان

يبدأ الرئيس السوداني عمر البشير غدا السبت زيارة رسمية إلى مصر بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتم خلالها بحث العديد من الملفات الإقليمية والدولية، بجانب وضع عدد من الأجندة الخاصة بالبلدين على طاولة التباحث للوصول بها إلى نتائج إيجابية تحقق مصلحة الشعبين الشقيقين.
ويرى المراقبون أن زيارة الرئيس عمر البشير إلى مصر في هذا التوقيت لها مدلولات ومعاني، حيث ستسهم بشكل فاعل في تكريس العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين ، انطلاقا من حرص الرئيسين على تحقيق التعاون الطموح في كافة المجالات لخدمة شعبي وادي النيل في مصر والسودان.
ويؤكد المراقبون أن الزيارة - التي تعد الأولى للرئيس البشير بعد تولي الرئيس السيسي الحكم في مصر - تأتي في ظل الأوضاع المتوترة التي تعيشها المنطقة العربية حاليا، بجانب أنها ستقطع الطريق أمام محاولات بعض القوى التي تستهدف علاقة البلدين من خلال إيقاع الفتن والتربص بمسيرة وعلاقة الشعبين الأزلية والتاريخية، والتي لم تتغير بتغير الحكومات والأنظمة المتعاقبة.
وأشارت مصادر دبلوماسية مصرية وسودانية، تعليقا على زيارة البشير لمصر - التي تستغرق يومين - إلى أن الاتصالات التي جرت بين البلدين مؤخرا وضعت أسسا تنطلق على أساسها مباحثات القاهرة المرتقبة، وعلى رأسها التعاون في القضايا المشتركة وفي مقدمتها أزمة سد النهضة الأثيوبي والتعاون الاقتصادي والاستثماري ، بجانب مناقشة القضايا الملحة.
ويرى مراقبون سودانيون أن التعاون الاقتصاد بين البلدين سيستأثر بجانب كبير من الزيارة ، وهو الأمر الذي دفع وزير الاستثمار السوداني مصطفى عثمان إسماعيل للتأكيد بأن زيارة البشير للقاهرة ستقطع شوطا كبيرا بشأن إنشاء منطقة تجارة حرة مشتركة بين البلدين ، مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادي أهم لدى الجانبين من القضايا الخلافية التي تعتبر ظاهرة صحية في كافة المجتمعات، منوها بأن سلطات بلاده ترى في الانفتاح على دول الجوار اقتصاديا أمرا مطلوبا خلال المرحلة الحالية.
وأوضح مصطفي عثمان إسماعيل أن بلاده أجرت الاستعداد للزيارة من خلال إعداد حزمة مشروعات لطرحها على المسؤولين والمستثمرين المصريين في مجالات زراعة القمح وأعلاف الحيوان وتوفير اللحوم وإنشاء الطرق والكباري، لافتا إلى أن افتتاح الطريق البري الحدودي'' (شكيت - قسطل) بين البلدين مؤخرا كان له اثر إيجابي في الحراك التجاري والمجتمعي وتبادل المنافع المشتركة بين البلدين الشقيقين، حيث تدفقت المنتجات المصرية للسودان وكذلك تدفقت المنتجات السودانية لمصر، بجانب إنه تم الاتفاق مع العديد من الشركات ورجال الأعمال المصريين للاستثمار في السودان في مجالات الزراعة والصناعة.
وكان عماد سيد أحمد السكرتير الصحفي للرئيس البشير ، قد أكد أن المباحثات بين الرئيسين البشير والسيسي ستتناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ويرافق الرئيس البشير في زيارته لمصر وفد رفيع المستوى يضم وزراء رئاسة الجمهورية والخارجية والدفاع والاستثمار والعمل والإصلاح الإداري ومدير جهاز المخابرات ، فضلا عن وزير الموارد المائية والكهرباء الموجود حاليا في القاهرة للمشاركة في مفاوضات سد النهضة الأثيوبي.