تعهدت حركة الشباب الصومالية المتطرفة أمس السبت بالانتقام لمقتل زعيمها في غارة أمريكية على الصومال واختارت زعيما جديدا لها طبقا لما ذكرته قناة الجزيرة الفضائية. وتوعدت الحركة في بيان نشر مساء السبت بالثأر لمقتل زعيمها أحمد جودان ، المكنى بمختار أبي الزبير ، المؤسس المشارك للحركة ، قائلة ''وترقبوا عاقبة فعلكم الأرعن وتصرفكم الطائش وأن الثأر لدماء شيوخنا وقادتنا دين في أعناقنا، لن نتخلى عنه مهما طال الزمن أو قصر وعما قريب ستدفعون ثمن فعلتكم هذه''. وأعلنت الجماعة في البيان على موقعها على الانترنت عن ''تعيين الشيخ أبي عبيدة أحمد عمر أميرا لحركة الشباب المجاهدين ''خلفا ل ''مختار أبي الزبير'' كما جددت القيادة العامة للحركة بيعتها لتنظيم قاعدة الجهاد وأميرها أيمن الظواهري. وأكدت الجماعة أن هجوما بطائرة بدون طيار أسفر عن مقتل ابو جودان وثلاثة من كبار مساعديه الذين لم يكشف عن أسمائهم الاسبوع الماضي. وقال المتحدث الشيخ علي محمود راجي إن جماعة الشباب ''فخورة باستشهادهم''. وأضاف راجي في رسالة صوتية نشرت على موقع الكتروني موال لجماعة الشباب أن ''زعيمنا بطل''. وتابع ''تلك الوفاة لن تردعنا عن الحرب المقدسة ونلتزم بمواصلة جهادنا حتى نؤكد طموحنا لاقامة دولة إسلامية في القرن الافريقي''. وقالت جماعة الشباب إنها عينت خليفة له بقرار بالاجماع طبقا لهيئة الاذاعة البريطانية. ويرجع الفضل لجودان في إصداره أمرا بشن هجوم عام 2013 على مركز تسوق في نيروبي أسفر عن مقتل 67 شخصا. وقال إنه انتقام للتحركات الكينية والغربية ضد جماعة الشباب في الصومال. ووقعت الغارة الجوية التي قتلت جودان يوم الاثنين الماضي لكن وفاته لم تكن مؤكدة حتى أكد الجيش الامريكي والحكومة الصومالية ذلك يوم الجمعة الماضية. وقال البنتاجون في بيان له :'' لقد تأكدنا من أن أحمد جودان المؤسس المشارك لحركة الشباب تم قتله''. وقال الادميرال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون إن ''إزاحة جودان من ساحة المعركة تعد خسارة ميدانية ورمزية فادحة لحركة الشباب''. كما أكد وزير الأمن الوطني الصومالي محمد يوسف أن جودان لقي حتفه. وقال يوسف:''تعد وفاته خبرا عظيما للشعب الصومالي، لأنه كان المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء في حربه المقدسة المزعومة''. وأضاف يوسف ''استحق جودان مواجهة العدالة، وها قد تحققت العدالة الان'' واصفا الأنباء عن مقتله بأنها ''أخبار سيئة لحركة الشباب''. وأكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أيضا مقتل جودان ، قائلا إن ''قوات أمريكية نفذت غارة جوية بعلم تام وموافقة'' من الحكومة الصومالية. كما وجه الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أمس السبت الشكر للولايات المتحدة على مقتل جودان. ونقلت صحيفة ''ديلي نيشن'' عن كينياتا قوله في بيان '' اننا مدينون للولايات المتحدة، وجنودها، ونعبر عن شكرنا العميق لها عن وضع نهاية لحياة جودان في القتل والتدمير، وما وفرته لنا اخيرا من فرصة للتعافي''. وفي واشنطن، قال البيت الأبيض إن مقتل جودان كان نتيجة سنوات من عمل الاستخبارات والدفاع وإنفاذ القانون. ونفذت حركة الشباب تفجيرات متكررة داخل الصومال، وأعلنت مسؤوليتها أيضا عن تفجيرات انتحارية في أوغندا عام 2010 أسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصا. وتسيطر حركة الشباب، منذ ما يقرب من خمس سنوات، على معظم جنوب ووسط الصومال وحتى أجزاء من مقديشو. وعلى الرغم من ضعفها عسكريا منذ ذلك الحين، بسبب الجيش الكيني جزئيا ، لا تزال الجماعة تتمتع بنفوذ في جنوب ووسط البلاد. وتسعى الجماعة إلى إقامة دولة إسلامية في الصومال، وتحالفت مع تنظيم القاعدة منذ عام 2012.