''الجزيرة''.. من ''ملاك يحمي الثورات'' إلى ''شيطان مريد''

منذ عصر ''مبارك'' و''المجلس العسكري''، كانت دومًا بمثابة ''الصداع'' في رأس النظام الحاكم، كانت تساند الثورة المصرية منذ الإطاحة بمبارك بعدد من التقارير والتغطية الإخبارية، حتى أصبحت مهادنة وأحيانًا مساندة للنظام في عهد الرئيس السابق محمد مرسي.
''الجزيرة مباشر مصر''.. أطلقتها الجزيرة الرئيسية لتكون متخصصة في الشأن المصري، لكن القناة الأكثر انتقادًا من إعلاميين مصريين وقنوات فضائية مصرية تواجه هذه الأيام قرارًا بوقف البث الفضائي من محكمة القضاء الإداري.
''ظنناها يومًا ملاكًا يبارك ثورات الربيع العربي ويحميها، ولكن تبين أنها ما هي إلا شيطانًا مريدًا سقطت عنه ورقة التوت''.. هكذا كانت كلمات القاضي حسونة توفيق، نائب رئيس مجلس الدولة، في حيثيات الحكم على شاشة ''الجزيرة''، مؤكدًا أنها شريك في ''مؤامرة دولية'' تسعى إلى تقسيم الوطن، وتضر بالأمن القومي المصري.
''الجزيرة مباشر مصر'' و''الجزيرة'' الرئيسية عملت في الفترة ما بعد الثلاثين من يونيو على نقل صوت أنصار الرئيس السابق مرسي، لتكون القناة الوحيدة لنقل البث المباشر من ميداني ''رابعة والنهضة''، وصاحبة السبق في نقل أحداث ''النصب التذكاري''، ولتكون المنبر الوحيد لقادة جماعة الإخوان المسلمين قبيل اعتقالهم.
''أنا ضد إغلاق أي قناة تلفزيونية، نحن نحتاج إلى تنظيم البيت من الداخل''.. هكذا عبر صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، عن موقفه من غلق عدد من القنوات الفضائية مثل قنوات ''الحافظ'' و''الجزيرة مباشر مصر'' و''القدس'' و''اليرموك'' و''أحرار 25''.
ويضيف ''العالم'': ''نحن نحتاج كإعلاميين إلى تنظيم العمل في داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، وتشكيل لجان للرصد والمتابعة والتقييم للقنوات الفضائية كلها، وأنا أتوجه لوزير الإعلام ومدينة الإنتاج الإعلامي بتشكيل تلك اللجنة، لأنه لا يمكن أن نعمل في فوضى وعشوائية ثم فجأة نتخذ القنوات تحت طائلة القانون''.
وطالب ''العالم'' أن يكون أي عقاب موجه للقناة هو بشكل مدرج، مثل غرامات مالية أو توجيه انتقادات لبعض البرامج أو المذيعين، لكن ليس الحل في غلق القناة أو منع البث الفضائي، مشيرًا إلي أنه لا يمكن غلق قناة والسكوت في نفس الوقت على بذاءات من إعلاميين معروفين.
وأعرب أحد العاملين بقناة ''الجزيرة مباشر مصر'' عن رفضه لقرار المحكمة، معتبرًا أنه قرار سياسي ''ينكل بحرية الإعلام في مصر''، مشيراً إلى أن الكثير من منتقدي القناة اليوم كان ليس لديهم أي مانع في الظهور على شاشتها من قبل، على حد قوله.
''الجزيرة تعاملت مع تسجيلات قيادات ''الإخوان'' مثل أي سبق صحفي''.. هكذا وصف العامل بقناة الجزيرة ، الذي رفض ذكر اسمه، ظهور القياديان الإخوانيان ''محمد البلتاجي وعصام العريان''، وغيرهم من قيادات جماعة الإخوان المسلمين عبر شاشة القناة، مشيرًا إلى أن ''الجزيرة'' تعمل لتكون منبر من لا منبر لهم، على حد وصفه