القاهرة- أكد وزير العمل الإماراتي صقر غباش عمق العلاقات التاريخية التى تربط بين الإمارات ومصر، وأن هناك اتفاقا فى وجهات النظر حول قضايا العمل والعمال وتنسيقا مستمرا بين البلدين حول القضايا السياسية فى المحافل والمؤتمرات الدولية. وأكد غباش أهمية وفاعلية مؤتمرات العمل العربي التي تنعقد بصفة دائمة، مشيرا إلى أنه عقد عدة لقاءات على هامش مؤتمر العمل العربى في دورته الثامنة والثلاثين بالقاهرة فى مقدمتها اجتماعه مع الدكتور أحمد حسن البرعى وزير القوى العاملة المصري وجميعها لقاءات فاعلة وإيجابية وتصب فى مصلحة القضايا ذات الاهتمام المشترك، لافتا إلى أن هذه الدورة تكتسب خصوصية في ظل المرحلة الراهنة التي تمر بها دول المنطقة. ودعا وزير العمل الإماراتي الحكومات العربية إلى بذل مزيد من الجهود لمحاصرة البطالة، معتبرا أن ما حدث في العالم العربي المحرك الأول فيه هى البطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية. وأوضح أن هذا الموضوع يعد محل بحث دائم لكل مؤتمرات العمل لوزراء ووزارات العمل العربية. وأن عملية خلق فرص عمل ترتبط بعمل ثلاث جهات، هي وزارات العمل والاقتصاد والتنمية والتعليم، مؤكدا في الاطار نفسه ضرورة أن تكون العلاقة التنسيق بين الجهات الثلاث موجودة بصفة دائمة لتحقيق المطلوب. وفيما يخص الجهود التي تبذلها بلاده لخفض معدلات البطالة ومكافحة الفقر، أوضح صقر غباش إن نسبة البطالة بالإمارات تعد من أدنى النسب الموجودة بين الدول، مشيرا إلى وجود تحديات مختلفة خاصة بموضوع العمالة والتشغيل، أهمها الفروق الرئيسية في الأجور بالقطاعين العام والخاص. وكشف غباش عن الشروع في دراسة إصدار قانون يسمح بتخصيص إعانات شهرية للعاطلين عن العمل من الإماراتيين، إلى أن تتوافر لهم فرص وظيفية، بالإضافة إلى دراسة ترشيد استقدام العمالة الماهرة من خارج الإمارات. وأشار وزير العمل الإماراتي صقر غباش إلى أن وزارته لاحظت عزوفا من العاطلين عن الوظائف الشاغرة المعلنة من قبل هيئة "تنمية" التي تتبع الوزارة، حيث إن 80% من هذه الوظائف تصنف ضمن المهن الدنيا، وما تبقى منها لا تحظى بميزات الوظائف الحكومية. وأوضح أن عدد سكان الإمارات يبلغ قرابة 8 ملايين نسمة، منهم ما يقارب المليون نسمة فقط إماراتيون، أما تعداد العاطلين عن العمل من الإماراتيين فتراوح حسب أحدث التقارير ما بين 40 إلى 45 ألف عاطل. وتستقدم دولة الإمارات العمالة والموظفين من مختلف أنحاء العالم، إلا أن نسبة البطالة لا تزال أقل بكثير من بقية الدول العربية وحتى الخليجية. ونوه وزير العمل الإماراتي إلى اعتزام وزارته اتخاذ إجراءات سريعة لدعم مشاركة الإماراتيين في النشاط الاقتصادي، من خلال "صندوق خليفة لدعم التوطين"، إضافة إلى الخطط الطويلة المدى التي تعمل عليها الحكومة، لافتا النظر إلى هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية "تنمية" هي هيئة تتبع وزارة العمل، معنية بتشغيل الإماراتيين وإرشادهم إلى الوظائف الشاغرة ومساعدتهم في التأهل لدخول سوق العمل. وكشف غباش عن حاجة سوق العمل إلى ترشيد استقدام العمالة الماهرة، للتمكن من زيادة مشاركة المواطنين في القطاع الخاص، مبينا أن السياسات المفتوحة لاستقدام العمالة الأجنبية أسهمت في زيادة المعروض من الأيدى العاملة، وانخفاض أجور كثير من الوظائف وشطبها من قائمة الوظائف المناسبة للتوطين.