الصدفة لعبت دورها في جمع تاريخي ميلاد كل منهما.. ''الرابع من مايو''؛ كان على موعد لاستقبال شخصيتين مؤثرتين في الأحداث المصرية المعاصرة، الرئيس السابق ''محمد حسني مبارك'' المولود في 1928، والمهندس "خيرت الشاطر"، رجل السياسة والأعمال، وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، والمولود عام 1950.
"مبارك" المسجون على خلفية اتهامه بقتل المتظاهرين في أحداث ثورة 25 يناير يحتفل اليوم بعيد ميلاده ال85، في حين يحتفل "الشاطر" بيوم ميلاده ال63، بعد أن تبدل بهما الحال، و دارت عجلة السياسة دورتها لتجعل الرئيس السابق مسجونا، و المسجون السياسي مهندسا للنهضة، و ربما "رجل الظل" و المحرك الأبرز للأحداث في نظر المصريين.
"أنا آسف يا ريس".. أبرز الصفحات المؤيدة للرئيس السابق "مبارك"، والمستمرة في انتمائها لفترة حكمه حتى بعد مرور ما يزيد عن عامين من الثورة، والتي تضم أكثر من مليون شخص على شبكة "فيسبوك"، احتفلت ، أمس السبت، بعيد ميلاد "الريس" من خلال سرد لأهم إنجازات الرئيس التي تحققت خلال فترة حكمه - على حد قولهم - ومنها: " أستلم الرئيس مبارك مصر وفيها 169 مستشفى عامة ومركزية فقط - تم زيادة هذه المستشفيات في عهد الرئيس مبارك إلى 387 مستشفى، بالإضافة إلى الاكتفاء الذاتى للدواء فى مصر".
بعض الصفحات الأخرى نقلت على لسان "مبارك" كلماته المأثورة للتذكير بإنجازاته في الاحتفال بيوم ميلاده، وكتبت: " قضيت ما يكفي من العمر في خدمة مصر وشعبها لكنني الآن حريص كل الحرص علي أن أختتم عملي من أجل الوطن بما يضمن تسليم أمانته ورايته ومصر عزيزة آمنة مستقرة"، معلنين عن "تاب إلكتروني" يصدر قريبا عليه "إنجازات مبارك".
"مهندس النهضة" و"الحاكم الفعلي للبلاد" و"حامل راية الدفاع عن الجماعة".. بهذه الأوصاف احتفل مؤيدو "الشاطر" بيوم ميلاده، مذكرين الناس بكونه المرشح الأول للجماعة في الانتخابات الرئاسية الماضية 2012، وخلفية عن تاريخه السياسي وأنه كان عضوا ب"منظمة الشباب التابعة للاتحاد الاشتراكي" أثناء دراسته الجامعية، و قبل انضمامه للإخوان المسلمين.
"توفيق الواعي" .. بدا أنه من المؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين، وصف "الشاطر" بأنه "صقر قريش الصاعد"، كتب في مدحه يوم ميلاده قائلا: "إمام مؤمن ثائر، يعلو صوته الهادر، سراج نوره باهر، سجين معاقل الظلم، عهد ظلامنا السافر"، مضيفاً في حديثه عن الشاطر: "أنتم أبطال الإسلام ومثل الإيمان الذين ركلتم الدنيا الملوثة بالأقدام ولم تعبئوا بإقبال ولا إدبار، وفضحتم الظلم وأظهرتم الحقائق في رابعة النهار، وشاء الله أن يطلع الفجر بأيديكم، ويبزغ الإصباح على محياكم".
وبعيدا عن المؤيدين و المعارضين، كان لزوار "فيسبوك" و "تويتر" تعليقات أضافت المزيد من اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي وربما السخرية للموقف، "ستيف نبيل" قال :" عيد ميلاد حسني مبارك وخيرت الشاطر في نفس اليوم ...ده دليل أن أي رئيس يجي لمصر لازم يبقي مولود يوم 4 مايو"، أما "نسمة" فقالت: " سبحان الله عيد ميلاد حسنى مبارك وخيرت الشاطر النهاردة يارب السنة الجاية تكونوا مع بعض إن شاء الله فى نفس المكان".
"لا لأخونة عيد ميلاد مبارك".. أحد التعليقات الساخرة كتبها "المهندس جمال"، بينما أضافت "رانيا شكرى": "فى أيام كده بتيجى ما يعلم بيها إلا ربنا". "إبراهيم الجارحى" قال :" يحتفل اليوم خيرت الشاطر ونظيره المصري حسني مبارك بعيد ميلادهما الميمون" .