دعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، اليوم الجمعة، كل الأطراف المتنازعة فى سوريا إلى ضرورة تقديم الدعم لمبادرة وقف إطلاق النار التى تساندها تركيا فى فترة عيد الأضحى، إلا أن المجلس العسكري للجيش السوري الحر أعلن رفضه لتلك الهدنة، بحسب ما ذكرته قناة الجزيرة الفضائية. وتمنى أوغلو، في تصريح صحفي له يوم الجمعة عقب لقائه مع وزيرة شئون المرأة التركية فاطمة شاهين، إطالة أمد هذه الفترة لوقف نزف مزيد الدماء من الأبرياء على أثر القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام السوري. زنقات وكالة أنباء الشرق الاوسط (أ ش أ) عن داود أوغلو قوله ''إنني أوجه هذه النداء رسميا باسم تركيا''. وأضاف أوغلو ''أنه سيجرى اتصالات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم ومن الممكن الإعلان المشترك عن عملية وقف إطلاق النار بعد أن أجرى العربي اتصالاته مع الدول العربية الذين أعربوا هم الآخرون عن تقديم دعمهم لهذه المبادرة، إضافة إلى إعلان الرئيس الإيراني ووزير خارجيته موافقتهم ودعمهم لهذه المبادرة''. وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الحكومية ''إرنا'' قد أفادت يوم الأربعاء الماضي بأن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يدعم مبادرة الابراهيمي بهدنة مؤقتة في سوريا أثناء عيد الأضحى. وأكد أوغلو أنه عقد استشارات ثلاثية مع الإبراهيمي والعربي في إسطنبول حول هذه المبادرة والتوصل لاتفاق مبدئي، منوها بأن الإبراهيمي توصل هو الآخر لاتفاق مع الأممالمتحدة. على الجانب الآخر، ذكرت قناة الجزيرة الفضائية أن الجيش السوري الحر أعلن رفضه لوقف إطلاق النار الذي دعا إليه المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي خلال عيد الأضحى المبارك الذي يحل بعد عدة أيام. وبرر المجلس العسكري للجيش السوري الحر رفضه لهدنة وقف إطلاق النار بأنها ''تسمح لأرتال الجيش النظامي بالتقدم إلى قطاعاته المحاصرة''. وكان الإبراهيمي قد جدد الأربعاء الماضي خلال زيارته لبيروت دعوته إلى وقف لإطلاق النار خلال عيد الاضحى الذي يصادف الاسبوع المقبل.
وقال الإبراهيمي، في بيان صحفي وزع على وسائل الإعلام، إن ''الشعب السوري الآن من الطرفين يدفن مئة انسان كل يوم، فهل من المعيب الطلب في مناسبة العيد خفض عدد القتلى؟''. وأشار المبعوث إلى أن ''التوصل الى هدنة خلال العيد سيكون خطوة جدية لحل الأزمة في سوريا''، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. وقال الإبراهيمي ''طرفا النزاع في سوريا على استعداد للتجاوب مع الاقتراح بشرط ان يلتزم الطرف الآخر بذلك''. وتابع'' كل الأطراف التي قابلناها من المعارضة السورية أبلغتنا بأنها مستعدة لقبول الهدنة في حال وقف الحكومة إطلاق النار''. وأضاف: ''في حال موافقة الحكومة السورية، وأنا لدي أمل بذلك فإن المعارضة ستوافق على هذه الهدنة''. كما نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) تصريحات للإبراهيمي قال فيها إن ''الأزمة (السورية) إذا استمرت لن تبقى محصورة داخل الحدود السورية بل ستؤثر على المنطقة''.
وأوضح ''في حال تم وقف القتال وتنفيذ هدنة اعتقد أننا سنستطيع أن نبني عليه هدنة حقيقية ل وقف إطلاق النار ولعملية سياسية تساعد السوريين على حل مشاكلهم إعادة بناء سوريا الجديدة التي يتطلع إليها شعبها''.