لقي الحكم الذي أصدرته محكمة روسية بسجن ثلاث مغنيات فريق ''بوسي رايوت'' ردود أفعال وإدانات ألمانية وأوروبية، حيث أعتبر الحكم ''قاسيا'' و'' صادما'' و''تقيدا لحرية التعبير'' ولا يتناسب مع تهمة ''الصلاة'' ضد بوتين. أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن إدانته الشديدة للحكم القضائي الذي صدر يوم الجمعة في موسكو بحق ثلاث عضوات من الفريق الغنائي الروسي ''بوسي رايوت'' بتهمة التحريض على الكراهية الدينية والشغب أثناء احتجاجهن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إحدى كنائس موسكو. وقال فيسترفيله في تصريحات لصحيفة ''تاغيسشبيغل'' التي تصدر السبت في ألمانيا: ''هذا الحكم القاسي لا يتناسب في رأيي مع ما قام به الفريق الغنائي''. وأشار فيسترفيله إلى أنه ''قلق بشأن تداعيات هذه العقوبة التي وقعت على المغنيات الثلاث على تطور المجتمع المدني في روسيا بشكل عام وعلى حريته''. وأوضح فيسترفيله أن ''حرية الفنانين الناشطين في التعبير عن أنفسهم ينبغي أن تكون جزءا من كل مجتمع ديمقراطي حي''. من جانبه انتقد مسؤول حقوق الإنسان بالحكومة الألمانية ماركوس لونينغ الحكم بحبس المغنيات الثلاث اللائي ينتقدن الرئيس الروسي واعتبره ''صادماً''. وقال لونينغ، من الحزب الديمقراطي الحر: ''الحكم يبرهن بصورة جلية الحال الذي وصل إليه القضاء في روسيا، فالظلم والقهر والترويع هي التي تتحكم في ما يصدر عن هذا القضاء من أحكام''. أضاف لونينغ أن الأشهر الثلاثة التي قضتها المغنيات في الحبس الاحتياطي ''لم تكن تتناسب مطلقا مع ما قمن به''، إلا أن الحكم على كل واحدة منهن الآن بالسجن مدة عامين يعتبر حكماً ''صادماً''. وطالب لونينج الرئيس فلاديمير بوتين بأن ''يعمل أخيراً على تكريس استقلالية المحاكم الروسية وتطبيق العدالة فيها واعتبار هذين العنصرين المبدأين الهاديين لتلك المحاكم''. وكانت محكمة روسية قد حكمت في وقت سابق من اليوم الجمعة على المغنيات الثلاثة بالسجن عامين بتهمة ''إثارة الشغب'' و''التحريض على الكراهية الدينية''، بعد إقامتهن ''صلاة'' ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كاتدرائية ''المخلص'' بموسكو في فبراير الماضي. وأدى فريق ''بوسي رايوت'' حينها أغنية تنطوي على إهانات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعنوان ''أيتها الأم المقدسة.. أخرجي بوتين!''. إدانات أوروبية وحقوقية وعلى الصعيد الأوروبي مازالت ردود الأفعال على الحكم تتوالى، حيث منظمة قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن صدور حكم بالسجن عامين ضد المغنيات الثلاث يأتي في إطار اتجاه خطير لقمع حرية التعبير. وقالت دونجا ميجاتوفيتش ممثلة حرية الإعلام بالمنظمة الأوروبية من مقرها في فيينا إنه ''لا يجب فرض قيود أو قمع التعبير مهما كان مستفزا أو ساخرا أو حساسا ولا يجب أن يؤدي إلى السجن في ظل أي ظروف''. أما الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاترين اشتون فاعتبرت أن الحكم ''لا يتناسب'' مع التهمة المنسوبة للمغنيات الثلاث، معربة في بيان عن شعورها ''بخيبة أمل شديدة'' إزاء هذا الحكم. وأشارت أن هذه القضية ''تتعارض مع التزامات روسيا الدولية في مجال احترام حرية التعبير'' مضيفة انه ''موضوع يثير قلقا متزايدا لدى الاتحاد الأوروبي''. وكانت منظمة العفو الدولية الحكم قد انتقدت إدانة الفنانان الروسيات، وقالت فريدريكا بير الخبيرة في المنظمة المعنية بحقوق الإنسان في برلين: ''الحكم ليس مجرد محاولة لتكميم أفواه العضوات الثلاث، لكنه تحذير لكل الآخرين الذي يجرؤون على انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته''. وانطلقت في ألمانيا اليوم أيضاً مظاهرات تضامن مع الفريق الغنائي الروسي، فقد تجمع في برلين حوالي 200 شخص يرتدون أقنعة مخططة ويرفعون شعارات أمام السفارة الروسية. كما تجمع مائة متعاطف في هامبورغ شمال البلاد احتجاجاً على سجن المغنيات الثلاثة. وقالت ريناته كوناست، رئيسة كتلة الخضر في البرلمان الألماني ''البوندستاغ''، أثناء مسيرة في برلين إن حالة بوسي رايوت تبين أن روسيا ''ليست دولة ديمقراطية وأنها لا تتحمل الاستفزاز الفني''.