ينظر إلى مصمم الأزياء المكسيكي كريستيان كوتا كواحد من أبرز مواهب عالم الموضة في أمريكا اللاتينية باتباعه ذلك المسار الأسطوري الذي بدأه منذ عقود الدومينيكاني أوسكار دي لا رنتا والفنزويلية كارولينا هيريرا ولاحقا الكوبي الأمريكي نارسيسو رودريجز. ويقول كوتا في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) من مقره الجديد بنيويورك إنه يشعر ب''فخر شديد'' حينما يقارنه كتاب متخصصون في الموضة مع شخصيات بهذا الحجم يكن لهم كل ''احترام كمصممين وكأشخاص عاديين لديهم استعداد لمساعدة الشباب بلا أدنى مشكلة أو قيود''. وذاع صيت كوتا بقوة وأكثر من ذي قبل بين كبار صناع الموضة منذ تقديمه بداية الشهر الجاري كواحد من أعضاء برنامج (فاشون إنكوبيتور) التابع لمجلس مصممي الأزياء والموضة بالولايات المتحدة، والمخصص لدعم نجوم الجيل التالي من المصممين في نيويورك. وقال المصمم المكسيكي صاحب شركة (لاكشري وير) ''حينما سجلت نفسي في هذا المشروع، كانت الماركة تحظى بإعجاب الصحافة والمبيعات كانت في نمو مستمر، ولكن في نفس الوقت كنا في حاجة لتوجيه لتقليل التكاليف وموازنة الجانبين الإبداعي والمالي''. وبدا الأمر كما لو أن مساعدة هبطت من السماء حيث أن مجلس مصممي الأزياء والموضة سيعمل على إعادة تأهيل كوتا و11 مصمما صاعدا غيره في ورشة عمل بمنطقة (فاشون ديستريكت)، حيث ستتناول الورشة كيفية إدارة الشركة واتخاذ القرارات والاستثمارات الأفضل والمسارح المناسبة لتقديم الأزياء الجديدة والوقت المناسب لإنشاء مسارح وصالات عرض أزياء خاصة. وسبق لنجمات مثل بليك ليفلي وإليزابيث بانكس وإيفا لونجوريا وإيفا مينديز وكاري أندروود وكاتي بيري وتيلور سويفت ارتداء فساتين من تصميم كوتا في حفلات ومهرجانات محلية ودولية مما ساهم في زيادة شهرته العالمية. وعلى الرغم من هذا فإن نقطة التحول الحقيقية في مسيرة المصمم المكسيكي كانت أثناء تقديم مجموعة خريف شتاء 2010 في نيويورك والتي حضرتها رئيسة تحرير مجلة (فوج) الأمريكية للموضة آنا وينتور بصورة مفاجئة. وعن هذا الأمر يقول كوتا ''أكثر الأمور إثارة للضحك، هو أن العارضات ضمن هذه المجموعة كن يرتدين شعرا مستعارا على نفس شكل قصة آنا وينتور، على الرغم من أنني لم أتخيل العرض وأنا أفكر فيها، لهذا تأخرت كثيرا في الربط بين الأمور حينما كانت حاضرة وأعجبها الأمر، لقد دعمتني منذ البداية وبعدها بدأت في التداخل أكثر مع مجلس مصممي الموضة والأزياء ثم بدأت الأمور في التغير''. وتوطدت العلاقة مع (فوج) بمرور الوقت، بداية بالوصول لقائمة أخر عشرة في برنامج (فاشون فاند) المنظم من قبل المجلة ومجلس مصممي الأزياء والموضة، والآن بالدخول في برنامج (فاشون إنكوبيتور) الخاص بالمجلس. يقول المصمم المكسيكي، والذي سبق له العمل مع الفنزويلي أنخل سانشيز ''حينما تكون وحيدا عليك اتخاذ الكثير من القرارات ويمكن أن ترتكب أخطاء، الجيد في هذا البرنامج أن المجلس هو من يرعاك وكل قرار يأتي بعد استشارة كبار المتخصصين''. ويرى كوتا أن أكبر تحدي يواجه أي مبدع شاب هو ''معرفة المكان المناسب لوضع النقود''، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعتبر ''المرحلة التمهيدية''، مشددا على أن ''العروض الكبيرة والعارضات الفاتنات ليست هي العوامل الحاسمة لتحقيق النجاح والنمو في البدايات الأولى بعالم الموضة''. وعلى الرغم من أن مستقبل كوتا المهني كمصمم أزياء يسير بخطى جيدة للغاية، إلا أنه جدير بالذكر أنه بدأ حياته كرسام ولم يدخل عالم الموضة إلا حينما انتقل لباريس حيث يقول ''كنت أشعر أن هنالك شيء ينقصني، حضرت أحد عروض الموضة بباريس وشاهدت ما الذي تفعله التكنولوجيا مع الفن، كيف تصنع فنا وتحوله لتجارة، جذب انتباهي كثيرا أن شركات مثل برادا وبالنسياجا لا تصمم فقط، بل تبتكر أنسجة جديدة''. يقول كوتا من ناحية أخرى إن أصوله اللاتينية تلعب دورا كبيرا و''هاما'' في إبداعاته، فهي غالبا ما تكون ب''ألوان قوية مستوحاة من التضاد بين النور والظلال'' الخاص بالحركة الانطباعية، وأضاف ''أعتقد أنها في الأساس أشياء ترتبط بالمكسيك، الشمس والشروق الغابة والصحراء والبحر، ألواني دائما مستوحاة من هذه الأشياء''. وأردف كوتا'' تصميماتي في الغالب لنساء تقدر الفن سواء كمهنة أو هواية، نساء ليس لديهن خوف من الألوان، سيدات يعشقن الإبداع والأناقة والحركة والمغازلة، وكل هذا في الأساس يرتبط بطابع المرأة اللاتينية التي استوحي منها تصميماتي، المرأة اللاتينية التي تبدو مستعدة طوال الليل والنهار لفارسها المستقبلي''. ومن المقرر أن يعرض مجموعته لربيع صيف 2013 في نيويورك مطلع سبتمبر المقبل.