قتل مسيحي قبطي في صدامات مع مسلمين في حي المقطم في القاهرة الثلاثاء حسب ما افاد مصدر طبي، فيما اعتصم الاف المسيحيين في قلب القاهرة لليوم الرابع على التوالي احتجاجا على قيام متطرفين مسلمين بهدم كنيسة الشهيدين في قرية تبعد نحو 20 كلم جنوبالقاهرة. وتعذر الحصول على توضيحات بشأن ظروف مقتل مينا فارس حنا (18 عاما)، ولكن شهودا قالوا ان الصدامات اندلعت في المساء عندما هاجم عشرات من السلفيين اقباطا كانوا يتظاهرون في الحي الفقير الذي يعيش فيه جامعو القمامة، شرق القاهرة. وقال مصدر امني ان الاقباط تظاهروا قبل ذلك وقطعوا طريقا رئيسيا قريبا من المقطم يربط شمالها وجنوبها. بعد ذلك وصل عشرات من المسلمين وتشاجروا معهم وتبادل الطرفان الرشق بالحجارة، وفق المصدر الامني. وقال شهود ان الجيش المتواجد في المكان اطلق عيارات نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن مصدر رسمي لم تسمه ان قوى الجيش تعمل على تهدئة الاضطرابات في المقطم وحي القلعة. ويقع المقطم في مواجهة حي القلعة. ويتولى الجيش ادارة شؤون البلاد منذ تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة في 11 شباط/فبراير اثر تظاهرات احتجاج واسعة. وكان الاقباط يتظاهرون احتجاجا على قيام متطرفين مسلمين باحراق كنيسة الشهيدين السبت في قرية صول، في محافظة حلوان التي تبعد نحو 20 كلم جنوبالقاهرة. وتجمع الالاف من الاقباط الثلاثاء، وفق وكالة انباء الشرق الاوسط، امام مبنى الاذاعة والتلفزيون المصريين في قلب القاهرة لليوم الرابع على التوالي احتجاجا على قيام متطرفين مسلمين بهدم كنيسة الشهيدين في قرية صول في محافظة حلوان. وطالب المحتجون الذين رفع عدد منهم صلبانا خشبية باعادة بناء الكنيسة الشهيدين في نفس مكانها في قرية صول القريبة من مدينة اطفيح، وبعودة المسيحيين من سكان القرية الذين تركوا منازلهم بعد تعرضهم لهجمات من شباب مسلمين. كما دعا المحتجون الى محاسبة ومعاقبة المسؤولين عن اعمال العنف ضدهم، بحسب ما قال القس القبطي فلوباتير في مقابلة مع التلفزيون المصري. ويبلغ عدد سكان قرية صول حوالي 50 الف نسمة من بينهم 7 الاف مسيحي، بحسب ما افاد التلفزيون المصري. وقال احد سكان القرية المسيحيين ويدعى ماجد ابراهيم في تصريح للتفزيون المصري ان الاوضاع اشتعلت في القرية "بعد ان توجه عمدتها المسلم الاثنين الى موقع الكنيسة المهدمة وأم فيه صلاة جماعية للمسلمين"، الامر الذي اعتبره المسيحيون تعديا صارخا على مكان عبادتهم. واعلنت القوات المسلحة مساء الاثنين في بيان بثه التلفزيون المصري انها ستعيد بناء الكنيسة في نفس مكانها وتعهدت بمحاسبة المسؤولين عن التعدي على الاقباط وكنيستهم. غير ان المتظاهرين يرفضون فض اعتصامهم الا بعد التأكد من بدء تنفيذ هذه التعهدات وتمكين اهالي القرية المسيحيين الذي فروا منها من العودة الى منازلهم. ودعا "ائتلاف شباب ثورة 25 يناير" الذي فجر الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في 11 شباط/فبراير الماضي، في صفحته على شبكة فيسبوك "جميع الساكنين علي مسافة قريبة من اطفيح في حلوان الي التوجه الى مكان كنيسة الشهيدين لمساعدة الجيش في اعادة بنائها". واكد الائتلاف على ضرورة العمل بالشعار الذي كان مرفوعا في ميدان التحرير ابان تظاهرات اسقاط مبارك وهو "مسلم ومسيحي ايد واحدة ..الهم واحد والحلم واحد". واندلعت اعمال العنف في قرية صول يوم الجمعة الماضي بسبب علاقة عاطفية بين مسيحي ومسلمة. ودارت مشاجرة بين والد الفتاة المسلمة وبعض اقربائه الذين اتهموه بالتساهل مع ابنته وقتل خلالها شاب ورجل من اسرتها. وحمل المسلمون من اهالي القرية المسيحيين مسؤولية مقتل اثنين من اسرة الفتاة فهاجموهم واحرقوا كنيسة القرية ما ادى الى تهدمها، بحسب ما افاد شهود. ويشكل الاقباط 6 الى 10% من سكان مصر، وهم يشتكون من التفرقة والمضايقات بحقهم. واستهدف هجوم كنيسة قبطية في الاسكندرية شمال مصر ليلة رأس السنة واوقع 23 قتيلا.