فرقت قوات الامن التونسية السبت تظاهرة جديدة امام وزارة الداخلية بالعاصمة في حين استمر تدفق الفارين من اعمال العنف في ليبيا ما يثير مخاوف من حدوث ازمة انسانية على الحدود التونسية الليبية. وفرق عدد كبير من عناصر الامن نحو 300 متظاهر، تجمعوا امام مقر وزارة الداخلية وسط العاصمة للمطالبة بسقوط الحكومة الانتقالية، باستخدام الغاز المسيل للدموع. واتجه العديد من عناصر الشرطة باللباس المدني المسلحين بهراوات الى الشوارع المتفرعة من شارع الحبيب بورقيبة حيث مقر وزارة الداخلية، لملاحقة المتظاهرين. وتحت امطار خفيفة فر الكثير من المتظاهرين باتجاه اسواق المدينة العتيقة القريبة في حين اوقفت الشرطة، بعنف احيانا، العديد منهم وسط العاصمة. وبدا التوتر واضحا على عناصر الشرطة الذين طفق بعضهم يلعن المارة. وتحت سحابة من الغاز المسيل للدموع صرخ احد الشرطيين في وجه المارة "عودوا الى منازلكم ايها الملاعين، ساريكم معنى الديمقراطية". ونظمت التظاهرة غداة مواجهات عنيفة بين الشرطة التونسية ومجموعات من المتظاهرين حاولت اقتحام مقر وزارة الداخلية وقامت باحراق منشآت امنية مجاورة لها. واصيب 21 شرطيا بجروح في المواجهات، بحسب ما اعلنت وزارة الداخلية السبت مضيفة انه تم احراق العديد من سيارات الشرطة ايضا. وكان اكثر من مئة الف متظاهر طالبوا الجمعة بتنحي حكومة محمد الغنوشي وذلك خلال اضخم تجمع تشهده العاصمة التونسية منذ الاطاحة بزين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011. وحذرت صحيفتان تونسيتان، غداة هذه التظاهرة الضخمة وما تبعها من صدامات، الحكومة من عواقب عدم استجابتها لرسالة الشعب ومن غرق البلاد في الفوضى. واعلنت الحكومة الانتقالية التي بدت متجاهلة لهذه الدعوات، عن تنظيم انتخابات في اجل اقصاه منتصف تموز/يوليو دون تحديد طبيعة هذه الانتخابات. كما اعلنت عن مصادرة املاك منقولة وغير منقولة وارصدة 110 من افراد اسرة بن علي واصهاره ومعاونيه بينهم ابنه ذي الست سنوات. وبموازاة ذلك استمر عبور آلاف العمال المصريين المرهقين والمصدومين الحدود التونسية وهم يجرون حقائب واغطية. وقال العقيد في جهاز الحماية المدنية التونسي مالك ميهوب انه في يوم الجمعة "عبر نحو خمسة آلاف شخص الحدود عبر راس جدير بين الساعة 19,00 ومنتصف الليل" مضيفا "ان بينهم 4200 مصري". وكان طبيبان في منظمة اطباء بلا حدود السبت في المركز الحدودي في انتظار التمكن من دخول ليبيا لايصال تجهيزات طبية. وقال احدهما ماتيو بيشيه لفرانس برس انه قام بمساع رسمية لدخول ليبيا و"لا يزال ينتظر موافقة السلطات وهو امر غير مرجح". واضاف "حاليا ليس بامكاننا العبور" الى ليبيا. وفر نحو 25 الف شخص من ليبيا الى تونس بين 20 و25 شباط/فبراير عبر معبر راس جدير، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس.