قال شهود عيان يوم الجمعة ان قوات الامن الليبية حاولة استعادة السيطرة على بلدة الزاوية الساحلية على بعد نحو 50 كيلومترا غربي العاصمة لكن المحتجين المعارضين للحكومة صدوا هجومها. واصبحت البلدة الاستراتيجية التي يوجد بها مرفأ نفط على الطريق السريع الرئيسي المؤدي الى طرابلس مركزا للمواجهة بين القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي والمدنيون الذين يحمل بعضهم السلاح والذين يطالبون بانهاء حكم القذافي الممتد منذ 41 عاما. وقالت عقيلة جماع التي عبرت الحدود التونسية يوم الجمعة قادمة من البلدة "الجثث في كل مكان... انها حرب بكل معنى الكلمة." واضافت "نحتاج الى مساعدة انسانية عاجلة من كل الدول. يجب ألا يتركونا وحدنا." وقال شهود عيان اخرون وصلوا الى تونس ان القوات الحكومية قامت بعدة محاولات لاستعادة السيطرة على البلدة خلال ليال متعاقبة من القتال. وفقد القذافي السيطرة على المراكز الرئيسية في شرق ليبيا بما في ذلك مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية أمام انتفاضة شعبية تستلهم الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس المجاورتين على الرغم من مقتل المئات من المحتجين حتى الان. ولم يتبين بعد ما اذا كانت قوات الامن قد توقفت عن محاولات استعادة الزاوية أم انها ما زالت تعد لمحاولات اخرى. وقال سعيد مصطفى الذي قاد سيارته عبر البلدة اليوم الجمعة في طريقه الى الحدود التونسية "هناك نقاط تفتيش تابعة للجيش والشرطة حول الزاوية لكن لا وجود لهم في الداخل. رأيت عددا قليلا فقط من السكان المدنيين غير المسلحين." وقال شهود عيان ان الدبابات انتشرت في البلدة وان المحتجين استولوا على دبابة منها واعتلوها. ووصف شهود العيان مشاهد الفوضى التي عمت على مدار الايام القليلة الماضية حيث تركز أغلب القتال على تقاطعات الطرق بوسط الزاوية التي غير السكان اسماءها تكريما للقتلى. وقال حسن محمد وهو عامل مصري "القوات الموالية للقذافي قتلت سبعة اشخاص. ودفنوا في ميدان الشهيد." وقال شهود العيان ان مرتزقة يتعاونون مع القوات الليبية ومن بينهم مرتزقة أفارقة شاركوا في القتال. واضاف محمد "بعضهم قناصة. كانوا يطلقون النار على المحتجين من فوق الاسطح. وأطلق النار على أحد القناصة لكنني سمعت انه كان يرتدي سترة واقية من الرصاص ولذلك لم يمت. وألقى السكان القبض عليه وأخذوه الى المسجد." واستولى الخوف والارتباك على البلدة. وقال هيثم محمود (17 عاما) وهو عامل أيضا "كنا خائفين حتى من مغادرة منازلنا لشراء القليل من البسكويت أو المشروبات. "الناس سيحاولون تخويفنا بالمسدسات والسنج. وبعد قليل بدأنا نعتبر الخروج الى الشوارع بمثابة السير نحو الموت." ويبدو ان القوات الموالية للقذافي لم ترد ان تنتشر أنباء العنف الى العالم الخارجي. وقال العديد من شهود العيان ان الجنود في نقاط التفتيش أخذوا هواتفهم المحمولة ونزعوا منها شريحة الاتصال.