ملبورن (استراليا) 26 يناير كانون الثاني (خدمة رويترز الرياضية العربية) - تسببت مشاحنات مع مسؤولي التنس الصينيين في الصاق تهمة التمرد باللاعبة لي نا لكن في الحقيقة فان هذه اللاعبة تملك قلبا محافظا ورثته عن والدتها القلقة دائما. وستلتقي اللاعبة الصينية (28 عاما) مع الدنمركية كارولين وزنياكي المصنفة الأولى غدا الخميس من أجل مكان في نهائي بطولة استراليا المفتوحة وخطوة أخرى نحو أن تصبح أول بطلة صينية لاحدى البطولات الاربع الكبرى. ولن تكون والدتها ضمن الملايين الذين سيتابعونها في الصين لأنها تعتقد أن مشاهدة مبارياتها أمر متعب بالنسبة لها. وقالت لي لرويترز في مقابلة "أعتقد أن كل الأمهات رائعات.. لكني أتمنى أن يأتي يوم ما أستطيع فيه أن أكون مثلها." وأضافت "يسألني الناس ماذا أريد أن أفعل بعد التنس. أريد حقا أن أصبح ربة منزل لأعتني بأسرتي جيدا وأجعلهم يكبرون بذكريات جميلة." وتابعت "بسبب وفاة والدي وأنا صغيرة - وعمري 14 عاما - والدتي كانت الوحيدة التي تعتني بي وحتى الان. ورغم كل المشاق التي واجهتها.. فانها لم تتركني أعاني من أي مرارة." ولي واحدة من "الزهور الذهبية" في الصين وهن عدد قليل من الرياضيات في لعبات فردية يصطدم نجاحهن كثيرا مع النظام الرياضي في البلاد والذي يشبه الأسلوب السوفيتي. وبعد أعوام من الخلافات والمشاحنات حول الرواتب وترتيبات المران حصلت لي وزميلاتها تشينج جي وبينج شواي ويان زي الفائزة بالذهبية الاولمبية في زوجي السيدات على إذن بتنظيم جدول بطولاتهن بأنفسهن قبل عامين. وفي ظل انتقادات من المحافظين بالحزب الشيوعي الحاكم تم تأييد القرار عندما بلغت لي وتشينج الدور قبل النهائي في ملبورن في العام الماضي. وأدت الحرية التي حصلت عليها لي بصعوبة الى تحقيقها أفضل نتائج في مسيرتها ببطولات اللاعبات المحترفات لكن ذلك أدى أيضا الى زيادة سقف التوقعات. وتسبب الضغط الواقع عليها في انفصالها عن مدربها توماس هوجشتيد في العام الماضي واعترفت لاحقا بأنها شعرت "بالاكتئاب". وقالت لي التي تأهلت لدور الثمانية ببطولة ويمبلدون في العام الماضي لكن خرجت من الدور الأول لبطولة امريكا المفتوحة "لا يهم ما تحقق.. الكل لديه توقعات عالية بشأني." وأضافت "سيظن الناس دائما أنك يجب أن تؤدي بشكل أفضل مما تفعله الان. ربما لا يكونوا راضين عما أنا فيه لكني سأواصل العمل بقوة. يجب أن يرضي المرء نفسه حتى ينجح في ارضاء الاخرين." وتستمع لي الان بلعب التنس ويدربها زوجها جيانج شان. واليكس ستوبر هو مدرب اللياقة البدنية للاعبة الصينية التي كانت مبتلية ذات يوم بالاصابات. وستوبر مدرب سابق للامريكيين بيت سامبراس واندريه اجاسي وأبقى لي في لياقة كاملة لتشق طريقها ضد أفضل لاعبات يجدن اللعب من الخط الخلفي في عالم التنس. وفازت لي الان بعشر مباريات متتالية في طريقها للدور قبل النهائي ضد وزنياكي وهي اللاعبة التي خسرت أمام الصينية في الدور الرابع في العام الماضي. وبينما رافقتها مواطنتها بينج الى دور الستة عشر غابت تشينج عن البطولة بسبب الاصابة وتحسرت لي على قلة اللاعبات الصينيات في البطولة. وتحملت لي النظام التدريبي المرهق للاتحاد الصيني للتنس واضطرت الى التخلي عن أغلب دخلها لصالح البلاد لأعوام. وتعتقد لي أن الأجيال الشابة لديها طريق أسهل. وقالت لي "المشكلة أن الظروف في صالح اللاعبين الشبان كثيرا هذه الأيام. لا يحتاجون الى دفع الكثير من الأموال لجني أموال أكثر." وأضافت "الأمر الان ليس مثل الماضي عندما كان يتعين على المرء أن يضحي بالكثير. الأمور أكثر سهولة للجيل الجديد." وتابعت "بعد انطلاقتنا القوية بدأ العديد من الناس يهتمون بالتنس وهناك رعاة أكثر." ومضت تقول "حتى الاتحاد الصيني للتنس بدأ في اعطاء المزيد من الفرص للاعبين الشبان." أ م أ - ف ع (ريض) arsp