سعى رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي يوم الاحد الى التوسط لانهاء خلاف بشأن انتخابات الرئاسة في ساحل العاج وهو الخلاف الذي يهدد باثارة الاضطرابات في الدولة المقمسة في غرب افريقيا. واجريت الانتخابات يوم 28 نوفمبر تشرين الثاني وكانت تهدف الى اعادة توحيد البلاد التي قسمت بفعل حرب اهلية في 2002 و2003 لكنها اثارت التوترات بعدما أعلن كل من الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو ومنافسه الحسن واتارا فوزهما واديا اليمين الدستورية. وتظاهر عشرات الالاف من انصار واتارا في مدينة بواكيه الشمالية معقل المتمردين المعارضين لجباجبو خارج المقر المحلي لبعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة مطالبين بتنحي جباجبو. وهتف انصار واتارا قائلين "ادو رئيسا" مستخدمين الاحرف الاولى من اسمه الثلاثي التي يعرف بها على نطاق واسع. وكانت الاحتجاجات هادئة بشكل عام. وقالت زودوا لالاي سفيرة جنوب افريقيا في ساحل العاج لرويترز ان"اي وضع مثل رواندا وكينيا سيكون كابوسا وهو ما نعمل دون كلل لتفاديه" مشيرة الى اوجه شبه مع انتخابات جرت في كينيا عام 2007 والتي سرعان ما أدى التنازع حول نتيجتها الى اعمال عنف عرقية اودت بحياة 1300 شخص على الاقل. ويعقد مبيكي محادثات مع جباجبو يوم الاحد ويلتقي بواتارا في فندق في ابيدجان تحرسه الاممالمتحده ويتخذه واتارا مقرا له. وقال مسؤولون من جنوب افريقيا ان من المقرر ان تستمر زيارة مبيكي يوما واحدا فقط. ويأمل مراقبون قليلون في حدوث تقدم فوري. وتوسط مبيكي في الازمة التي اندلعت في اعقاب الحرب وفي عدة اتفاقات سلام تم توقيعها لكن العملية تجمدت في النهاية. وفتح جباجبو محادثات بعد ذلك مع رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري الذي ادت وساطته الى التوصل الى اتفاق في عام 2007 بشأن تشكيل حكومة تقاسم للسلطة. وادى جباجبو اليمين الدستورية كرئيس للبلاد لفترة جديدة يوم السبت على الرغم من اعلان لجنة الانتخابات فوز واتارا. وادى واتارا من جانبه اليمين لتولى الرئاسة وقال انه سيبدأ حكما موازيا. وحكم جباجبو البلاد لمدة عشر سنوات لكنه يواجه الان العزلة وعقوبات محتملة. ورفضت الولاياتالمتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) الاعتراف بفوزه. كما رفضت الاممالمتحدة الاعتراف بجباجبو. والغى المجلس الدستوري صاحب الكلمة الاخيرة في الانتخابات والذي يرأسه حليف لجباجبو مئات الالاف من الاصوات في معاقل واتارا على اساس قيام جنود متمردين بعمليات تخويف وتحايل واعلن فوز جباجبو. وصدق مبعوث الاممالمتحدة لحفظ السلام في ساحل العاج يونج جين تشوي الذي تسلم نسخا من الفرز من كل مراكز الاقتراع تقريبا على نتيجة الانتخابات. وقال انه حتى اذا صحت اتهامات التزوير فانها مع ذلك لا يمكن ان تغير النتيجة التي اعلنتها لجنة الانتخابات. واندلعت احتجاجات على نطاق محدود وعمليات احراق اطارات سيارات يوم السبت في عدة بلدات بما في ذلك اكبر المدن ابيدجان وفي بواكيه في الشمال. وقتل ما لا يقل عن 15 شخصا. وحذر شريف عثماني القائد المتمرد لجماعة "القوات الجديدة" من ان انصاره "لن يمكثوا طويلا دون ان يفعلوا شيئا" بشأن جباجبو اذا استمر في التشبث بالسلطة. من تيم كوكس وديفيد لويس (شارك في التغطية ديفيد لويس ولقمان كوليبالي وانجي ابوا)