بدأ حجاج بيت الله الحرام اليوم الاثنين (15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2010) بالتوجه نحو صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم وذلك بعد ما قضوا يوم التروية في مشعر منى يوم أمس الأحد الموافق للثامن من شهر ذي الحجة. وامتدت قوافل الحجاج، في الساعات المبكرة من صباح اليوم، بطول الطريق الواصل بين "منى" و"عرفات" والبالغ نحو 15 كيلومترا. وكثفت قوات الشرطة والقوات الأمنية، التي انتشرت بكثافة، من جهودها لتنظيم حركة السير وتأمين تدفق الحجاج على عرفات. وفتح مسجد "نمرة" في عرفات أبوابه لاستقبال وفود الحجاج، الذين توافدوا عليه منذ الساعات الأولى من الصباح استعدادا لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا اقتداء بسنة النبي محمد. يشار إلى أن مسجد "نمرة" لا يفتح أبوابه للمصلين إلا يوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام (المصادف لليوم الاثنين)، ليؤدي فيه المسلمون صلاتي الظهر والعصر في ذلك اليوم، ومن ثم يغلق أبوابه حتى العام المقبل. يوم التروية وكان مئات الآلاف من الحجاج من سائر أنحاء العالم قد بدؤوا شعائر الحج، يوم أمس الأحد، وتوجهوا إلى منى استعدادا ليوم الوقوف على عرفات. ولم يعلن بعد العدد النهائي للحجاج هذه السنة إلا أن بعض التقديرات المتداولة في مكةالمكرمة تشير إلى وجود مليونين ونصف مليون حاج في الأراضي المقدسة لأداء الفريضة. لكن الأرقام الرسمية تشير إلى منح مليون وسبعمائة ألف إذن للحجاج الأجانب بالإضافة إلى مائتي ألف إذن لسكان السعودية وباقي دول الخليج. وتشددت السلطات في تعاملها مع الحجاج "غير الشرعيين" وأطلقت حملة واسعة تهدف إلى الحؤول دون حصول عمليات تسلل إلى المدينة المقدسة. وتفرض السلطات غرامة قدرها عشرة آلاف ريال على أي سائق مركبة ينقل حجاجا "غير شرعيين". ولم يتم تسجيل أي حوادث هامة في الأيام الأخيرة، عدا حريق بسط نشب في مجمع صغير من الخيام يوم أمس الأحد ولم يسفر عن أي ضحيايا، حسب السلطات الأمنية السعودية. قطار المشاعر وتشكل حركة الانتقال بين المشاعر المقدسة مصدر قلق كبير للسلطات السعودية بسبب وقوع حوادث مميتة خلال هذا الانتقال في السابق. وأنفقت المملكة، التي تفتخر بكونها حامية الحرمين الشريفين والساهرة على أمن وراحة الحجاج، مليارات الدولارات على تحسين منشآت خدمة الحجاج من أجل ضمان الانتقال السلس عبر المشاعر. وفي هذه السنة يدخل الخدمة للمرة الأولى "قطار المشاعر" الذي يعرف أيضا بمترو مكة. وقد افتتحت المرحلة الأولى منه وهي جزء من مشروع ينقل الحجاج بين منى وجبل عرفات عبر مزدلفة، واقتصر على نقل الحجاج السعوديين وحجاج بعض الدول الخليجية. أما جسر الجمرات، حيث يقوم الحجاج بشعائر رمي الجمرات، فقد تمت توسعته وبات يتمتع بعدة طبقات كما تم تنظيم الحركة عليه بدقة. (أ.ح/ د ب أ، أ ف ب)