يانجون (رويترز) - خرجت نصيرة الديمقراطية في ميانمار أونج سان سو كي من منزلها وسط هتافات حماسية من الالاف من أنصارها يوم السبت بعد أن أفرج عنها الحكام العسكريون للبلاد بعد أن ظلت سبعة أعوام رهن الإقامة الجبرية في منزلها. وقالت سو كي الحائزة على جائزة نوبل للسلام وهي تمسك ببوابة منزلها الواقع على شاطيء بحيرة وتضع في شعرها زهورا أهداها لها أحد أنصارها "يجب ان يعمل الناس في انسجام. آنذاك فقط يمكننا تحقيق أهدافنا." وأضافت سو كي التي ظلت رهن الاقامة الجبرية في منزلها لمدة 15 عاما من بين الواحد والعشرين عاما الماضية بسبب معارضتها الراسخة لما يقرب من نصف قرن من الحكم العسكري المتواصل "عندما يحين الوقت للكلام فلا تكن هادئا." وانقضت أحدث فترة لاقامتها الجبرية يوم السبت ولكن لم يتضح ما اذا كان سيفرج عنها قبل انسحاب الشرطة من منزلها وإزالة المتاريس والسماح لها بالاجتماع بأنصارها. ومددت فترة إقامتها الجبرية في أغسطس اب العام الماضي عندما وجدت محكمة انها انتهكت قانونا يحمي الدولة من "العناصر التخريبية" بالسماح لمتطفل أمريكي بالبقاء في منزلها لليلتين. وتعطي سو كي صوتا قويا مناصرا للديمقراطية بعد مرور أيام قليلة على انتخابات تعرضت لانتقادات واسعة النطاق وستشعل نقاشا حول عقوبات غربية على الدولة الغنية بالموارد والبالغ تعدادها 50 مليون نسمة وتتمتع بموقع استراتيجي بين الصين والهند. ابنة بطل حملة استقلال ميانمار عن بريطانيا الذي اغتيل وبعد ان تحدثت الى الصحفيين عادت سو كي (65 عاما) -ابنة بطل حملة استقلال ميانمار عن بريطانيا الجنرال اونج سان الذي اغتيل - الى منزلها لعقد اول اجتماع منذ سبع سنوات مع حزبها الرابطة القومية من أجل الديمقراطية. وأشاد زعماء العالم باطلاق سراحها وأبدوا ارتياحهم وحثوا المجلس العسكري الحاكم في بورما السابقة على الافراج عن جميع السجناء السياسيين البالغ عددهم 2100 سجين. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في بيان "ترحب الولاياتالمتحدة بالافراج عنها الذي طال انتظاره." واضاف "حان الوقت لكي يفرج النظام البورمي عن جميع السجناء السياسيين لا عن مجرد سجينة واحدة." وحث رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ميانمار على ضمان ان تظل سو كي ناشطة سياسيا.وعبر الامين العام للامم المتحدة بان جي مون عن أسفه لاستبعادها من الانتخابات التي جرت الاحد الماضي وحث السلطات على الافراج عن جميع السجناء السياسيين الباقين. وتجمع انصارها قرب منزلها طول اليوم وهتف كثير منهم قائلين " اطلقوا سراح اونج سان سو كي" و"تعيش اونج سان سو كي". وارتدى بعضهم قمصانا مطرزة برسائل تتعهد بالوقوف معها. ومع تزايد اعداد المحتشدين امرت شرطة مكافحة الشغب المسلحة ببنادق وقنابل مسيلة للدموع انصار سو كي بالابتعاد عن المتاريس. وربما يعطي الافراج عن سو كي المجلس العسكري الحاكم بعض الشرعية الدولية بعد انتخابات السابع من نوفمبر تشرين الثاني وهي اول انتخابات تجريها البلاد منذ 20 عاما. وفاز حزب يدعمه الجيش بأغلبية كبيرة في الانتخابات التي وصفت بأنها زورت من اجل تعزيز الحكم العسكري خلف واجهة من الديمقراطية. وربما يقود ذلك ايضا الى مراجعة العقوبات الاوروبية على الدولة التي تعيش في عزلة والتي كانت منذ 50 عاما فقط واحدة من الدول الاكثر ثراء والواعدة في جنوب شرق اسيا واكبر مصدر للارز في العالم ومنتج كبير للطاقة. وما زال يعتقد ان سو كي لديها نفس النفوذ القوي على المواطنين والذي ساعد حزبها الرابطة القومية من أجل الديمقراطية على الفوز في انتخابات عام 1990 بأغلبية كبيرة وهي النتيجة التي تجاهلها الجيش. وسو كي قادرة على جذب حشود كبيرة الى بوابة منزلها في يانجون وتستطيع ببضع كلمات صغيرة ان تسلب من الانتخابات شرعيتها. وتعتزم الاجتماع مع انصارها في مقر حزبها يوم الاحد. ويقول خبراء ان المجلس العسكري الحاكم سيحتاج على الارجح الى الافراج عن المزيد من السجناء السياسيين قبل ان يرفع الغرب العقوبات على ميانمار.