تتزايد الاتهامات المتبادلة بارتكاب فظاعات من طرفي النزاع في جنوب السودان في الوقت الذي قال فيه جيش جوبا الجمعة انه فقد الاتصال بقواته في مدينة مالكال النفطية التي ربما يكون المتمردون قد سيطروا عليها. وبعد هيومن رايتس ووتش نددت الاممالمتحدة بالمجازر في النزاع الدائر منذ اكثر من شهر بين قوات الجيش الموالية للرئيس سالفا كير وقوات متمرد يقودها نائبه السابق رياك مشار. وزار مساعد الامين العام للامم المتحدة لحقوق الانسان ايفان سيمونوفيتش هذا الاسبوع بلدة بنتيو في ولاية الوحدة النفطية (شمال) التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها الاسبوع الماضي. ولدى عودته تحدث المسؤول الدولي عن "مدينة اشباح" وقال انه شاهد جثث اشخاص قيدوا قبل ان يتم قتلهم. وقال سيمونوفيتش "حال سيطرة فريق على بنتيو فانه يرتكب انتهاكات لحقوق الانسان ويقتل مدنيين". واضاف "راينا ما بين 15 و20 جثة متحللة في الشارع. وقد تم تقييد هؤلاء المدنيين قبل قتلهم". وفي تقرير لهيومن رايتس ووتش الخميس قالت ان "جرائم مروعة ارتكبت ضد مدنيين فقط بسبب انتمائهم الاثني". وبحسب الاممالمتحدة خلف النزاع حتى الان 468 الف نازح فر الكثير منهم من اعمال العنف بين قبائل الدينكا التي ينتمي اليها الرئيس كير وقبائل النوير التي ينتمي اليها مشار. وفي جنيف اوضحت الاممالمتحدة الجمعة ان هناك اكثر من 86 الف لاجىء في البلدان المجاورة وان العدد يفترض ان يتجاوز مئة الف مع نهاية كانون الثاني/يناير الحالي. وبعد بنتيو اصبحت مالكال في ولاية النيل الاعلى النفطية (شمال شرق) هذا الاسبوع احدى ساحات المعارك الاشد ضراوة. وشن المتمردون الاثنين هجوما لاستعادة المدينة التي تبادل الطرفان السيطرة عليها منذ بداية النزاع في 15 كانون الاول/ديسمبر 2013 ويؤكد كل طرف انه يسيطر عليها. وقال فيليب اغير المتحدث باسم جيش جنوب السودان الجمعة "لم يعد ممكنا الاتصال بقائد مالكال منذ امس" الخميس، دون مزيد من التفاصيل. وتؤوي الاممالمتحدة نحو 20 الف مدني في قاعدة ضيقة في المدينة واشارت الى حدوث معارك بالدبابات وقتال شوارع بعد ان شن المتمردون هجومهم. واصيب عشرات المدنيين بالرصاص الطائش في قاعدة الاممالمتحدة واطلق عناصر الاممالمتحدة رصاصات تحذير لابعاد طرفي النزاع عن القاعدة. ويحاول الكثير من سكان مالكال بصعوبة التوجه الى السودان. ووقف مئات الاطفال الباكين والكبار المنهكين منتظرين بصبر الاذن لهم بالعبور عند مركز جودا حيث نقطة التقاء منطقة النيل الاعلى (جنوب السودان) ومنطقة النيل الابيض (السودان). وقال صامويل جون الذي وصل من مالكال التي تبعد 300 كلم جنوب غرب الحدود "ننتظر منذ اربعة ايام". واضاف "لا نزال نقف عند الحدود لان السلطات السودانية تطلب اوراق هوياتنا، لكننا لا نملكها لاننا فررنا من الحرب" على عجل. وينتظر آخرون منذ وقت اطول ولا يملكون من المتاع الا بعض الثياب وضعوها في حقيبة او حملوها في غطاء. وقال ديفيد جيها القادم ايضا من مالكال "جئنا لاننا سمعنا ان الرئيس (عمر) البشير قال للسلطات ان يفتحوا لنا الابواب" لكنها مغلقة. وكان المتحدث باسم قوات التمرد لول رواي كونغ اعلن من اثيوبيا المجاورة هذا الاسبوع انه تم استعادة المدينة من القوات الحكومية. لكن وزير الاعلام في جنوب السودان مايكل ماكيو اكد الخميس ان المدينة "لا تزال بالكامل تحت سيطرتنا" متهما حركة التمرد بالكذب.