وافق اللويا جيرغا، المجلس التقليدي الافغاني الكبير، الذي يضم 2500 عضو الاحد على الاتفاقية الامنية مع الولاياتالمتحدة التي اكد الرئيس حميد كرزاي استعداده لتوقيعها لكنه وضع في المقابل سلسلة شروط. واعلن فضل كريم ايماك نائب رئيس المجلس التقليدي الكبير المنعقد في كابول منذ الخميس "موافقة اعضاء اللويا جيرغا" على هذه الاتفاقية. واضاف بعد ان وافقت خمسين لجنة بالاجماع على الاتفاقية في ختام نقاشات دامت اربعة ايام ان "اللويا جيرغا يطلب من الرئيس المصادقة على الاتفاقية قبل نهاية العام الحالي". وهذه الاتفاقية الامنية الثنائية ستحدد اطر الوجود العسكري الاميركي في افغانستان بعد انسحاب جنود حلف شمال الاطلسي المقدر عديدهم ب 75 الفا في نهاية 2014. ويثير هذا الامر مخاوف من اندلاع اعمال عنف في البلاد التي تسيطر حركة طالبان على قسم منها. فبعد اشهر من المفاوضات الشاقة اتفقت كابولوواشنطن هذا الاسبوع على مضمون الاتفاقية. لكن الخميس لدى افتتاح اعمال اللويا جيرغا اعلن كرزاي ان الاتفاقية التي يجب ان يصادق عليها البرلمان لن توقع قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نيسان/ابريل. وتأخير الاتفاقية الامنية يثير استياء واشنطن التي اشارت الى ان هذا الامر ليس "عمليا ولا ممكنا" ولوحت بسحب كامل القوات الاميركية من هذا البلد. والاحد في خطاب اختتام اعمال اللويا جيرغا، لم يعلن كرزاي بوضوح انه قد يعيد النظر في قراره توقيع الاتفاقية بعد الاقتراع الذي لا يمكنه المشاركة فيه لان الدستور الافغاني يحظر ترشحه لولاية ثالثة. لكنه اعرب عن استعداده ل"قبول" قرار اللويا جيرغا وتوقيع الاتفاقية مشيرا الى شروط مسبقة. وقال "هذا الاتفاق يجب ان يقودنا الى السلام والا ستقع كارثة". واضاف "على الاميركيين ان يتعاونوا ويشاركوا في عملية السلام" مع متمردي طالبان. ولم تفض المحاولات لفتح مفاوضات سلام مع المتمردين التي شاركت فيها الولاياتالمتحدة، الى اي نتيجة ملموسة حتى الان. وترفض طالبان التحاور مع كرزاي لانها لا تعترف بشرعيته وتعتبره "دمية" بايدي واشنطن. كما اكد كرزاي ان على الولاياتالمتحدة وقف كافة العمليات العسكرية التي تستهدف منازل افغانية والتي على حد قوله تنتهك سيادة البلاد. وقال من على منبر اللويا جيرغا في قاعة واسعة في حرم معهد الفنون التطبيقية غرب كابول "اذا عادت الولاياتالمتحدة مجددا الى منازلنا فلن يكون هناك اتفاق". والمح كرزاي الى انه سيواصل المباحثات مع واشنطن حول الاتفاقية حتى وان اختبر صبر ابرز داعم عسكري ومالي لبلاده. وقال "ساواصل العمل على الاتفاق. وساستمر في التفاوض". وقد تترتب نتائج عن توقيع الاتفاق من عدمه على البلاد. ورغم الحرب التي استمرت 12 عاما تبقى الحكومة الافغانية ضعيفة امام تمرد طالبان التي طردها تحالف عسكري بقيادة اميركية من السلطة في نهاية 2001. وفي الجانب الاميركي توقيع الاتفاقية سيسمح لواشنطن بالاستمرار في الاستفادة من القواعد في منطقة ذات رهانات جيواستراتيجية مهمة لان موقع افغانستان استراتيجي بين ايران وباكستان والهند والصين.