وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المعزول على الساحة الدولية، الاثنين نداء ملحا الى الدول الكبرى لثنيها عن تخفيف العقوبات المفروضة على ايران قبل ساعات من اجتماع مرتقب في جنيف حول برنامجها النووي. وقال نتانياهو لدى افتتاح الدورة الشتوية للبرلمان محذرا "ان تخفيف العقوبات المفروضة على ايران سيكون خطأ تاريخيا في الوقت الذي بلغت فيه العقوبات هدفها". ووجه رئيس الوزراء الاسرائيلي هذا التحذير عشية استئناف المفاوضات الثلاثاء في جنيف حول البرنامج النووي الايراني بين طهران والدول الكبرى الست المعروفة بمجموعة خمسة زائد واحد (الولاياتالمتحدة،روسيا، بريطانيا، فرنسا والصين اضافة الى المانيا). وتشتبه الدول الكبرى واسرائيل بسعي ايران الى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني، الامر الذي تنفيه طهران. ويخشى رئيس الوزراء الاسرائيلي من ان يوافق المجتمع الدولي على تخفيف الحصار الاقتصادي والمالي المفروض على ايران ردا على الخطاب المعتدل الذي ينتهجه الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني. لكن بدعوته الى اعتماد نهج متشدد ازاء حسن روحاني الذي تكللت لهجته التصالحية بمكالمة هاتفية تاريخية مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في ايلول/سبتمبر، يجد نتانياهو نفسه في عكس التيار. واعلنت مجموعة من الاعضاء النافذين في مجلس الشيوخ الاميركي اليوم الاثنين استعدادهم لتعليق البحث في فرض سلسلة جديدة من العقوبات على ايران، ان وافقت طهران على التوقف فورا عن اي تخصيب لليورانيوم. وتعتبر الولاياتالمتحدة والاوروبيون خصوصا انه لا بد من اختبار حسن النية التي يبديها الرئيس الايراني روحاني ولا تستبعد رفعا جزئيا للعقوبات مقابل تنازلات من طهران. وتحسبا لسيناريو كهذا قال نتانياهو ان النظام الايراني "مستعد لاجراء تغييرات بسيطة في برنامجه النووي الذي سيسمح له بالحفاظ على قدرته في امتلاك السلاح الذري مقابل تخفيف العقوبات ما قد يؤدي الى انهيار نظام العقوبات بكامله". واضاف "خلافا للفكرة الرائجة، فان تخفيف الضغط لن يساهم في تعزيز الاعتدال في ايران، بل تعزيز مقاربة اية الله خامنئي المسؤول الايراني الحقيقي الذي يرفض تقديم اي تنازلات". وتابع "بفضل العقوبات اقترب الاقتصاد الايراني من نقطة اللاعودة. رغم الضغوط لم يتخل النظام الايراني عن تطوير برنامجه النووي لقد غير فقط التكتيك لتحقيق هذا الهدف". ولوح نتانياهو ايضا بخطر الصواريخ الايرانية القادرة، على حد قوله، على بلوغ اوروبا وكذلك الولاياتالمتحدة. وطرح اربعة شروط لرفع العقوبات وهي الوقف التام لبرنامج تخصيب اليورانيوم وتفكيكه من قبل طهران، ارسال مخزونها من اليورانيوم الى الخارج، اقفال موقع فوردو تحت الارض لتخصيب اليورانيوم، وكذلك وقف بناء مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة. لكن طهران رفضت من جهتها هذا التحذير. واكد نائب وزير خارجيتها عباس عراقجي مجددا الاحد ان تخصيب اليورانيوم يشكل "خطا احمر بالنسبة لايران". وقال "لن نسمح ايضا بخروج غرام واحد من اليورانيوم المخصب من البلاد". وذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان وفدين من الدبلوماسيين البريطانيين والفرنسيين يضمان كبار المفاوضين من كلا البلدين حول الملف النووي الايراني، توجها الاسبوع الماضي الى اسرائيل لابلاغ محادثيهم ان مجموعة 5+1 تفكر في تخفيف العقوبات. واعتبر نتانياهو الرافض لاي مبادرة من هذا النوع، الاسبوع الماضي، ان غياب اتفاق سيكون افضل من "اتفاق سيء" مع طهران. وكان نتانياهو حذر في وقت سابق الاممالمتحدة من ان بلاده مستعدة للتحرك بمفردها لمنع طهران من امتلاك السلاح النووي، ملمحا الى توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية للمنشآت النووية الايرانية.