حث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الاثنين على تشديد العقوبات المفروضة على ايران اذا واصلت طهران جهودها النووية اثناء التفاوض مع الغرب. وسعى اوباما لتخفيف بواعث القلق الاسرائيلية بخصوص الحوار الدبلوماسي الامريكي مع ايران قائلا ان طهران يجب ان تثبت صدق نيتها بالافعال متعهدا بعدم تخفيف العقوبات قبل الوقت المناسب ومؤكدا استعداد واشنطن للجوء للعمل العسكري اذا فشلت كل الجهود الأخرى. واستضاف اوباما نتنياهو في البيت الابيض بعد ثلاثة أيام فقط من اجرائه حديثا هاتفيا مع نظيره الايراني الجديد حسن روحاني في أرفع اتصال بين البلدين منذ أكثر من 30 عاما زاد الأمل في حل الأزمة النووية المستمرة منذ عشر سنوات. وازعجت علامات التقارب الامريكي الايراني اسرائيل التي تتهم ايران بمحاولة كسب الوقت والتخلص من العقوبات الدولية المشددة مع مواصلة تطوير اسلحة نووية. وتنفي ايران انها تعمل على صنع قنبلة ذرية. واشار نتنياهو الى قبول اسرائيل على مضض لتقارب اوباما مع ايران لكنه طالب فيما يبدو بأن تقدم طهران تنازلات فورية بتعليق الانشطة النووية الحساسة والا واجهت ضغطا دوليا اكبر. وقال نتنياهو وهو جالس بجانب اوباما "اعتقاد إسرائيل الراسخ هو أن العقوبات ينبغي تشديدها اذا وصلت ايران برنامجها النووي خلال المفاوضات." وقال اوباما انه يدخل المفاوضات مع ايران "برؤية واضحة للغاية" وانه مستعد لاختبار مبادرات روحاني لكنه قال "اي شيء نفعله سيتطلب اعلى معايير التحقق لكني يتسنى لنا تقديم ذلك النوع من تخفيف العقوبات الذي اعتقد انهم يتطلعون اليه." غير انه لم يقل إنه يوافق على دعوة نتنياهو لتشديد العقوبات اذا واصلت ايران عملها على صنع اسلحة نووية. والحقت العقوبات الدولية الحالية ضررا جسيما باقتصاد إيران بما في ذلك قطاعها النفطي. ومع دعوة نتنياهو الى "تهديد عسكري جدي" لحمل ايران على الاستجابة شدد اوباما على "اننا لا نرفع اي خيار من على المائدة" مستخدما عبارة تعتبر إشارة إلى العمل العسكري. وهددت اسرائيل بتوجيه ضربات منفردة للمواقع النووية الايرانية لكن من غير المرجح فيما يبدو ان تمضي قدما بتنفيذ مثل هذا التحرك في اي وقت قريب وواشنطن تختبر الاجواء الدبلوماسية. ويعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الاوسط. وعلى الرغم من السجل الحافل بالتوتر لعلاقات اوباما ونتنياهو فقد بدا عليهما الارتياح النسبي في احدث لقاء بينهما في المكتب البيضاوي. فتابع كل منهما كلمات الاخر باهتمام وهما يتحدثان بالتناوب وتبادلا الابتسامات بين الحين والآخر. وقبل محادثات يوم الاثنين في البيت الابيض قال معاون لنتنياهو انه لا يبالي بأن ينظر اليه على انه "يفسد الحفل" في اشارة الى التفاؤل الذي ساد واشنطن بخصوص إمكان انهاء القطيعة التي استمرت عقودا بين الولاياتالمتحدةوايران. ويريد نتنياهو من ادارة اوباما ان تطالب ايران بإجراءات محددة منها اغلاق المشروعات الخاصة بالبلوتونيوم وتخصيب اليورانيوم وشحن مخزونها من المادة الانشطارية الى الخارج. ولم تكشف ادارة أوباما على وجه الدقة عن التنازلات التي تريدها من ايران وقال مصدر قريب من البيت الابيض انه كان من المتوقع ان يقاوم الرئيس الامريكي الضغوط الاسرائيلية لتحديد مدة محددة لوصول العمل الدبلوماسي الى اتفاق. وبرغم الخلافات بينهما وراء الابواب المغلقة سعى اوباما ونتنياهو الى الظهور علنا بمظهر الوحدة فيما يخص إيران. وقال نتنياهو "اقدر بشدة انك اوضحت استمرار التزامك بهذا الهدف (منع ايران من الحصول على اسلحة نووية)." وقال نتنياهو في مطار تل ابيب قبل سفره الى الولاياتالمتحدة انه ذاهب إلى واشنطن لفضح زيف "الحديث المعسول وسيل الابتسامات" من جانب روحاني. ويلقي رئيس الوزراء الاسرائيلي كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة غدا الثلاثاء حيث من المتوقع ان يعبر تشككه في موقف روحاني. وقال مساعدوه انه سيمدد زيارته للولايات المتحدة يوما ليتسنى له الوقت لإجراء مقابلات صحفية في اطار جهوده للتصدي لحملة العلاقات العامة الايرانية. (إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير عمر خليل) من مات سبيتالنيك ودان وليامز