بثت على شبكة الإنترنت مقاطع فيديو تظهر إيرانيين يشاركون في القتال الدائر في سوريا إلى جانب القوات الحكومية، حسب صحفي القسم الفارسي في بي بي سي، كسرى ناجي. وتشير المعلومات التي يمكن أن تستخلص من مقطع الفيديو أن المقاتلين الإيرانيين في سوريا جزء من الحرس الثوري الإيراني، وعلى الأرجح جزء من فيلق القدس التابع للحرس الثوري. وتشير لقطات الفيديو إلى أن طهران تدرب مقاتلين سوريين (موالين للحكومة السورية) في إيران. ووضعت مجموعة من مسلحي المعارضة اللقطات على شبكة الإنترنت، قائلة إنهم عثروا عليها في قاعدة عكسرية كانت تابعة للقوات النظامية بعدما سيطروا عليها. وقالوا إن مقاطع الفيديو تعود لمصور إيراني لقي حتفه في القتال بين المعارضة والقوات الحكومية. ويبدو أن طول مقاطع الفيديو يبلغ عدة ساعات، وبعضها بث على شبكة الإنترنت. وتظهر مقاطع الفيديو خمسة إيرانيين يرتدون ملابس عسكرية وسط مجموعة أكبر من المقاتلين السورييين الموالين للحكومة. ويبدو من خلال سماع مقاطع الفيديو أن الإيرانيين كانوا موجودين في جنوبي مدينة حلب الواقعة شمالي سوريا. وتظهر مقاطع الفيديو أيضا أن الإيرانيين والمقاتلين السوريين كانوا موجودين في بناية تشبه مدرسة علقت على جدرانها إعلانات باللغة العربية والفارسية، ما يوحي بأن أعداد الإيرانيين قد تكون أكبر من القلة التي تظهر في مقطع الفيديو. وعند نقطة معينة، تسقط الكاميرا أرضا وتختفي الصورة وتُسمع فقط أصوات الرصاص وهي تنطلق من أفواه الأسلحة المستخدمة. ويبدو أن الإيرانيين يتولون قيادة المجموعة، ويخاطب أحدهم الكاميرا قائلا إنه يوجد في سوريا منذ نحو سنة، أمضى منها خمسة أشهر في الموقع الحالي. ويقول قائد المجموعة إنها جزء من قوة الدفاع الوطني وهي قوة يزداد عددها وتتشكل من ميليشيات مختلفة و متطوعين في سوريا. ويضيف القائد قائلا إن المقاتلين السوريين يعاملون نظرائهم الإيرانيين بود ويحاربون بأريحية إلى جانبهم لأنهم تدربوا في إيران، ولهذا فهم متعودون على الإيرانيين وعاداتهم. وخلصت نتائج تمحيص الفيديوهات إلى أن القائد الذي يظهر في الكاميرا هو إسماعيل حيدري الذي كان قائدا رفيعا في الحرس الثوري. وأفادت تقارير إخبارية إيرانية أن حيدري قتل في سوريا في منتصف الشهر الماضي، وقد نظمت له جنازة في بلدة تقع بشمالي إيران بعد أيام من مقتله. وأضافت وسائل إعلام إيرانية أن مصورا إيرانيا قتل بدوره في سوريا في الفترة ذاتها. ومن الممكن أن يكون المصور هو صاحب مقاطع الفيديو التي في حوزة المعارضة السورية. وتقول مصادر إن المصور كان نفسه عضوا في الحرس الثوري الإيراني، وكان يصور زملائه كجزء من مشروع كان لتجنيد مقاتلين آخرين. وتقول المعارضة السورية منذ مدة طويلة إن جنودا إيرانيين يقاتلون إلى جانب قوات الحكومة السورية. لكن إيران تنفي أن يكون لها مقاتلون في سوريا بالرغم من أن قائدا في الحرس الثوري اعترف السنة الماضية أن عناصر من الحرس الثوري موجودون في سوريا لتقديم المشورة. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على حافلة بها إيرانيون واحتجزوهم لعدة شهور قبل أن يفرجوا عنهم في إطار صفقة لتبادل الأسرى مع القوات الحكومية. وكان من الواضح آنذاك أن العديد من هؤلاء الإيرانيين كانوا أعضاء في الحرس الثوري الإيراني. وهناك تقارير متواترة تفيد بأن إيران تضاعف إمدادات الأسلحة إلى الحكومة السورية. ويظهر مقطع الفيديو أن إيران متورطة بشدة في النزاع السوري. وقدمت الحكومة الإيرانية للحكومة السورية في الآونة الأخيرة قروضا بعدة مليارات من الدولارات لدعم الاقتصاد السوري. وتعهدت الحكومة الإيرانية مرارا بأنها لن تسمح بانهيار النظام السوري. وفي هذا الإطار، قال رئيس فيلق القدس قاسم سليمان أمام رجال دين كبار في طهران إن إيران ستدعم حكومة الأسد حتى النهاية .