استدعت باكستان نائب السفير الهندي الاثنين احتجاجا على حادث اطلاق جنود من الجيش الهندي النار على الجانب الباكستاني من الحدود بين البلدين في منطقة كشمير المتنازع عليها، ما ادى الى مقتل مدني. واتهم الجيش الباكستاني الهند باطلاق نار "غير مبرر" على الخط الفاصل في ساعات صباح الاثنين في احدث سلسلة من الاشتباكات في كشمير. وتصاعد التوتر في وادي كشمير الذي ينتشر فيه الجنود وتبادل البلدان النوويان الاتهامات باطلاق النار عبر الجدود. واعلن مسؤول عسكري باكستاني طلب عدم ذكر اسمه ان هذا الحادث الذي وقع في منطقة باتال شيريكوت وساتوال وراوالاكوت، وقع "عندما لجأت القوات الهندية الى اطلاق النار دون اي استفزاز في ساعات صباح الاثنين الباكر". وقال ان "القوات الباكستانية ردت على اطلاق النار الهندي" مضيفا ان مدنيا قتل "نتيجة هذا القصف الهندي غير المبرر". واعربت وزارة الخارجية الباكستانية عن قلقها حول ما وصفته "انتهاكات وقف اطلاق النار المتواصلة من قبل قوة امن الحدود الهندية" على طول الخط الفاصل في الايام الاخيرة. واضافت الوزارة في بيان ان "وزارة الخارجية استدعت نائب المفوض السامي الهندي بعد ظهر اليوم للاعراب له عن القلق بسبب مقتل مدني بريء في راوالاكوت". واعرب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف منذ انتخابه في ايار/مايو الماضي عن رغبته في تحسين العلاقات مع الهند، الا ان اعمال العنف التي جرت مؤخرا جاءت اختبارا لعزم الجانبين على التهدئة. وكان اندلاع العنف على طول حدود كشمير في كانون الثاني/يناير ساهم في تعليق مفاوضات السلام التي استؤنفت للتو بعد وقفها ثلاث سنوات بسبب الهجوم في مومباي عام 2008 الذي اسفر عن سقوط 166 قتيلا. واتهمت الهند الناشطين الباكستانيين بتنفيذ الهجوم. وقاد رئيس وزراء الشطر الباكستاني من ولاية كشمير شودري عبد المجيد تظاهرة ضمت 400 شخص توجهوا الى مقر بعثة المراقبة للامم المتحدة في مظفر اباد للمطالبة بالتحرك لارساء السلام. وقال للمتظاهرين ان "ضمان السلام في كشمير من مسؤولية بعثة المراقبة الدولية". واضاف "عليهم تحمل مسؤولياتهم من خلال وقف القصف من الهند واعادة الامن الى كشمير". وقال عتيق احمد الشرطي من قرية دونغا غامبهير التي تعرضت لاطلاق النار، ان ستة حيوانات نفقت واصيبت العديد من المنازل باضرار. وذكر طاهر مجيد (37 عاما) احد سكان القرى، انه اختبأ في ملجأ بالقرب من منزله عندما بدأ القصف عند منتصف الليل تقريبا. وصرح لفرانس برس "بقينا في الملجأ حتى الصباح لان القصف استمر طوال الليل .. ونحن خائفون، واطفالي غير قادرين على مغادرة المنزل". والمح وزير الدفاع الهندي أ.ك. انتوني الخميس الى احتمال القيام بعمل عسكري اقوى على طول الخ الفاصل بعد ان اتهمت نيودلهي الجيش الباكستاني بالضلوع في كمين ادى الى مقتل خمسة جنود هنود الاثنين. وحاول نواز شريف تهدئة التوتر مع الهند بحث الطرفين على العمل معا للحفاظ على وقف اطلاق النار المستمر منذ عشر سنوات. واتهم مسؤولون عسكريون باكستانيون لخميس القوات الهندية بفتح النار واصابة مدني في تاتا باني على طول خط المراقبة. وتحارب اكثر من 12 مجموعة متمردة مسلحة القوات الهندية منذ 1989 مطالبة باستقلال كشمير او ضمها الى باكستان. وولاية كشمير مقسمة بين الهند وباكستان بخط مراقبة تشرف عليه الاممالمتحدة. وقد خاضت الهند وباكستان، القوتان النوويتان ثلاث حروب منذ استقلالهما في 1947 من الامبراطورية البريطانية، وكانت كشمير المقسمة الى قسمين يطالب بهما البلدان، سبب اثنتين من الحروب الثلاث. وتم التوصل الى اتفاق حول وقف اطلاق النار في كشمير سنة 2003، واستؤنفت المفاوضات بين البلدين في 2011 بعد ثلاث سنوات على اعتداءات بومباي التي قالت السلطات الهندية ان جماعة عسكر طيبة الاسلامية الباكستان نفذتها.