قتل 17 مقاتلا من الاكراد والاسلاميين الجهاديين اليوم الاربعاء في اشتباكات عنيفة في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا، في اليوم الثامن من المواجهات بيم الطرفين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. ويحقق المقاتلون الاكراد تقدما في مناطق عدة في محافظتي الحسكة والرقة (شمال). وقد طردوا مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة من عدد من القرى بعد ان اخرجوهم في 23 تموز/يوليو من مدينة راس العين الحدودية مع تركيا. في الرقة حيث القرى مختلطة بين الاكراد والعرب، تتسبب المعارك بتشنج بين السكان ويكاد الصراع يتحول كرديا عربيا اذ انضم مقاتلون من لواء جبهة الاكراد التابع للجيش السوري الحر الى وحدات حماية الشعب المرتبطة بحزب الاتحاد الوطني، وانضم مقاتلون من كتائب اخرى في الجيش الحر الى المقاتلين الاسلاميين. واوضح المرصد في بريد الكتروني ان "اشتباكات عنيفة اندلعت بعد منتصف الليل في محيط قرية مشرافة الواقعة جنوب مدينة رأس العين بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب (الكردية) من طرف ومقاتلين من الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة من طرف اخر، اثر هجوم على حاجز مشترك لوحدات حماية الشعب وقوات الشرطة الكردية". وتستمر المعارك اليوم وقد "اسفرت عن مصرع اربعة مقاتلين اكراد واصابة ستة اخرين بجروح ومصرع ما لا يقل عن 13 مقاتلا من الدولة وجبهة النصرة ومقاتلين آخرين معهم واصابة اكثر من عشرة بجروح"، كما قال المرصد. كما تدور اشتباكات في قرى تابعة لناحية جل آغا المعروفة بالجوادية. وكان رجل فجر نفسه فجر اليوم، بحسب المرصد، في سيارة مفخخة على حاجز للشرطة الكردية ببلدة الذخيرة التي تبعد نحو كيلومتر واحد عن جل آغا، ما اسفر عن مصرع مقاتلين عنصرين من الشرطة. وعانى الاكراد قبل بدء الانتفاضة ضد النظام السوري في منتصف آذار/مارس 2011 من عقود من التهميش والظلم. وانسحبت قوات نظام الرئيس بشار الاسد من المناطق الكردية في شمال البلاد في منتصف العام 2012. وادرجت خطة الانسحاب هذه في اطار رغبة النظام في استخدام قواته في معاركه ضد مجموعات المعارضة المسلحة في مناطق اخرى من البلاد، وتشجيعا للأكراد على عدم الوقوف الى جانب المعارضين. وحاول الاكراد خلال فترة النزاع ابقاء مناطقهم في منأى من العمليات العسكرية والاحتفاظ فيها بنوع من "الحكم الذاتي". ويشكل الاكراد 15 في المئة من سكان سوريا. وافاد مسؤولون اكراد وكالة فرانس برس ان هناك توجها لتشكيل حكومة مستقلة لإدارة مناطق وجودهم في شمال سوريا. ودعا زعيم جبهة النصرة الشيخ ابو محمد الجولاني الاثنين الى اقامة حكم الاسلام والشريعة في سوريا رافضا العملية السياسية والانتخابات.