تطالب دول اميركا التلاينية من المكسيك الى الارجنتين، الولاياتالمتحدة بتوضيحات بعد المعلومات عن وجود برنامج اميركي واسع للتجسس في المنطقة، على الدول الحليفة واليسارية المعادية على حد سواء. وعبرت حكومات دول المنطقة عن استيائها وقلقها بعدما ذكرت صحيفة غلوبو البرازيلية نقلا عن وثائق سربها المستشار السابق لدى الاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن ان عدة دول مستهدفة بمراقبة الكترونية اميركية. وقالت الصحيفة ان التجسس يشمل جمع معلومات عن نفط فنزويلا ومشترياتها العسكرية وحرب المخدرات في المكسيك وقطاع الطاقة وكذلك حركات التمرد اليسارية في كولومبيا. وصرحت رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر "شعرت باستياء شديد عندما علمت بانهم يتجسسون علينا عبر اجهزة استخباراتهم في البرازيل"، في اشارة الى معلومات اخرى نشرتها صحيفة غلوبو وتفيد بان الولاياتالمتحدة اقامت قاعدة للتجسس بالاقمار الاصطناعية في البرازيل حتى العام 2002 على الاقل. وتابعت صحيفة غلوبو ان دولا اخرى استهدفت بتجسس وكالة الامن القومي ولكن على نظاق اضيق، وهي الارجنتين والاكوادور وبنما وكوستاريكا ونيكاراغوا وهوندوراس وباراغواي وتشيلي والبيرو والسلفادور. وقال كبير موظفي الرئاسة في البرازيل غيلبيرتو كارفالو ان "اجتماع السوق المشتركة لدول اميركا الجنوبية يشكل مناسبة لاتخاذ موقف مشترك. اي هجوم على سيادة بلد يجب ان يتم التصدي له باكبر قدر ممكن من الحزم". واضاف "اذا طأطأنا رؤوسنا فسيمشون فوقنا". من جهتها، امرت الرئيس البرازيلية ديلما روسيف بالتحقيق في التقارير التي تحدثت عن عمليات تجسس على مواطنيها وشركات بلدها. وعبرت كولومبيا الحليفة الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة وتتلقى مليارات الدولارات من الجيش الاميركي للنساعدة في مكافحة تهريب المخدرات والمتمردين اليساريين، عن قلقها وقالت انها ستطلب توضيحات من الولاياتالمتحدة. ورفضت الخارجية الكولومبية في بيان "اعمال التجسس التي تنتهك حقوق الناس في الخصوصية والاتفاقيات الدولية حول الاتصالات". وقال السفير الاميركي في كولومبيا مايكل ماكينلي انه "يتفهم عبارات القلق" الذي عبر عنه هذا البلد، مؤكدا انه من واجب واشنطن الرد على التساؤلات عبر القنوات الدبلوماسية. اما المكسيك الحليفة الكبرى الثانية، فقالت انها لجأت الى "القنوات الدبلوماسية" لتطلب "معلومات اوسع" عن المعلومات حول التجسس. وتعمل الولاياتالمتحدةوالمكسيك بشكل وثيق في مكافحة التهريب المخدرات منذ سنوات. وتخصص الحكومة الاميركية 1,9 مليار دولار للمكسيك من اجل تطبيق القانون والتدريب والتزود بمعدات. واشارت معلومات الى تجسس على قطاع الطاقة بينما اعلنت حكومة الرئيس انريكي بينا نييتو عن اصلاحات هدفها جذب مزيد من الاستثمارات الخاصة للشركة الحكومية الاحتكارية بيميكس. وكشفت معلومات جديدة الاربعاء نشرتها صحيفة اكسلسيور المكسيكية التي قالت ان الرئيس السابق سمح للولايات المتحدة باقامة نظام للتنصت على الاتصالات الهاتفية والحوارات على الانترنت. وفتحت نيابة المكسيك تحقيقا لتحديد ما اذا كانت جريمة ارتكبت، كما قالت وزارة الداخلية. واكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية جين بساكي ان اي ردود على طلبات التوضيح لدول مثل كولومبيا ستبقى سرية. وقالت "لدينا سلسلة من الحوارات الدبلوماسية مع عدد كبير من الدول، ومع ظهور هذه الادعاءات، نشعر بالارتياح لوجود هذا الحوار لكننا نبقي على خصوصيته لاسباب عديدة". وفي تشيلي، قالت وزارة الخارجية انها "تدين بحزم التجسس ايا كان مصدره او طبيعته او هدفه". واكدت السلفادور انها ستطلب توضيحات من واشنطن. وقال نائب وزير التنمية خايمي ميراندا ان حكومته تدرس صحة المعلومات التي "قد تتناقض مع مبدأ السيادة وتنتهك حق السلفادوريين في الخصوصية". وما زال سنودن عالقا في مطار موسكو الدولي على الارجح بينما اعلن ثلاثة قادة يساريين في اميركا اللاتينية هم رؤساء فنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا انهم يعرضون عليه اللجوء.