استهدفت عملية انتحارية موكب مسؤول كبير في القوات الخاصة الباكستانية موقعة 12 قتيلا على الاقل وحوالى ثلاثين جريحا صباح الجمعة في بيشاور كبرى مدن شمال غرب البلاد عند الحدود الافغانية، على ما افادت السلطات المحلية. وقال ارشاد خان المسؤول في الشرطة المحلية لوكالة فرانس برس ان الاعتداء استهدف عبد المجيد مروات قائد القوات الخاصة لحرس الحدود في ولاية خيبر باختونخوا (شمال غرب) وادى الى اصابته بجروح طفيفة نقل على اثرها الى مستشفى عسكري. وذكرت مصادر امنية ان مروات "اصيب ببعض الخدوش" ونقل بشكل عاجل الى مستشفى عسكري. وقالت المصادر نفسها ان الانتحاري كان راجلا وفجر نفسه عندما توقف موكب قائد القوات الخاصة عند نقطة تفتيش في حي عسكري في بيشاور. ووقع الانفجار على بعد حوالى 300 متر من مقر القنصلية الاميركية الذي يخضع لاجراءات امنية مشددة، كما قال صحافي من وكالة فرانس برس رأى اشلاء الانتحاري في المكان. وروى امر الدين (21 عاما) الذي يقود عربة انقلبت بفعل الانفجار لفرانس برس ان "الامر كان مروعا.. اناس ينزفون ويصرخون". واضاف ان "الراكب الذي كنت اقله كان ينزف حملته على كتفي حتى نقلته الى مكان آمن". وصرح سيد جميل شاه الناطق باسم ليدي ريدينغ اكبر مستشفيات بيشاور ان "احد عشر جريحا ادخلوا الى المستشفى وتسلمنا جثث ستة قتلى". وبعيد ذلك، توفي اثنان من الجرحى في المستشفى. وتحدث مسؤول امني باكستاني كبير عن اربعة قتلى و17 جريحا في المستشفى العسكري، ما يرفع حصيلة ضحايا هذا الهجوم الى 12 قتيلا على الاقل و26 جريحا. وبين القتلى احد عناصر القوات الخاصة وجنديان وامرأتان. ولم تتبن اي جهة الهجوم الذي يحمل مع ذلك بصمات حركة طالبان. وتشهد باكستان منذ 2007 موجة اعتداءات تنفذها حركة طالبان باكستان وتستهدف قوات الامن ورموز الحكومة. ومع اقتراب موعد الانتخابات العامة في 11 ايار/مايو في باكستان تخشى الاحزاب ان تؤدي الاعتداءات الى بلبلة في التجمعات السياسية وسير عملية الاقتراع التي تعتبر اساسية لتوطيد الديموقراطية في هذا البلد الذي تعاقبت عليه الانقلابات العسكرية منذ انشائه عام 1947. وكان الجيش الباكستاني كثف في الاسابيع الاخيرة عملياته في وادي تيراه شمال غرب البلاد لمطاردة مقاتلي طالبان باكستان الذين كثفوا انتشارهم حول مدينة بيشاور الاستراتيجية. وتحول وادي تيراه المعروف بصعوبة السيطرة عليه، والواقع بين جبال شاهقة تغطي قممها الثلوج وفيها مغاور كثيرة في منطقة خيبر القبيلة، الى معقل لحركة طالبان الباكستانية، اكبر حركات التمرد الاسلامية المسلحة في البلاد. والثلاثاء، قتلت معلمة في مدرسة للبنات بنيران مسلحين كانوا على دراجة نارية في المنطقة القبلية المضطربة على الحدود الافغانية. ولم تعلن اي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم لكن المتشددين الاسلاميين يعارضون بشكل خاص تعليم البنات في شمال غرب باكستان، حيث قاموا بتفجير المئات من المدارس في السنوات القليلة الماضية. كما قتل 15 شخصا في 21 آذار/مارس في تفجير سيارة مفخخة في مخيم جالوزاي للاجئين بالقرب من بيشاور، كبرى مدن شمال غرب البلاد.