دار السلام (رويترز) - بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ جولة افريقية تشمل تنزانيا وجنوب افريقيا وجمهورية الكونجو الديمقراطية وتؤكد الاهمية الاستراتيجية التي توليها الصين للقارة الافريقية لمواردها وبوصفها سوقا. ومن المتوقع ان يعتمد شي خلال اول زيارة يقوم بها للخارج كرئيس للصين بعد زيارة روسيا على العلاقات الاقتصادية الموسعة التي يعتبرها افارقة كثيرون قوة توازن صحية مع نفوذ الغرب. وقد يتناول شي المخاوف في افريقيا من ان القارة تصدر مواد خاما في الوقت الذي تنفق فيه ببذخ على استيراد سلع استهلاكية جاهزة من الصين. ووقع شي خلال اول محطة له في تنزانيا على اكثر من 12 اتفاقية للتجارة والتعاون تشمل خططا للتطوير المشترك لمجمع ميناء جديد ومنطقة صناعية وقرضا ميسرا للبنية الاساسية للاتصالات وقرضا بلا فوائد للحكومة التنزانية. ولم تذكر تفاصيل بشأن حجم القروض او القيمة النقدية للمشروعات. ويلقي شي يوم الاثنين اول كلمة له بشأن سياسة الصين تجاه افريقيا. وسيتوجه بعد ذلك الى جنوب افريقيا لحضور اجتماع قمة لزعماء مجموعة الاقتصاديات الناشئة الكبيرة في العالم والمعروفة باسم بريكس يومي الثلاثاء والاربعاء وقد يقر خططا لانشاء مجمع وبنية اساسية مشتركة لاحتياطيات الصرف الاجنبي . ويؤكد هذا الاقتراح احباط الاقتصاديات الناشئة من الاعتماد على البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين ينظر اليهما على انهما يعكسان مصالح الولاياتالمتحدة والدول الصناعية الاخرى. واصبح ساحل شرق افريقيا محط الانظار بعد اكتشاف كميات ضخمة من الغاز في تنزانيا وموزامبيق المجاورة. وحصلت شركة النفط الوطنية الصينية هذا الشهر على حصة نسبتها 20 في المئة في مشروع ايني موزامبيق البحري الذي تبلغ تكلفته 4.21 مليار دولار. ولفتت الاكتشافات النفطية في المنطقة ايضا نظر الصين. ولكن على الجانب الاخر من شرق افريقيا يخاطر ضعف البنية الاساسية وعدم كفاية الاجراءات التنظيمية بتأخير انتاج النفط والغاز بكميات ضخمة. وبنت الصين طرقا وسككا حديدية ومباني ضخمة في شتى انحاء افريقيا من اجل الوصول الى نفطها وثرواتها المعدنية مثل النحاس واليورانيوم. ولكن وجود الصين المتزايد في افريقيا اثار قلقا الى جانب الامتنان. وقال لاميدو سانوسي محافظ البنك المركزي النيجيري انه يجب على الافارقة ان يتنبهوا الى حقيقة "قصة حبهم مع الصين." وكتب سانوسي في صحيفة فاينانشال تايمز هذا الشهر "ومن ثم تأخذ الصين سلعنا الاولية وتبيعها لنا مصنعة. هذا هو جوهر الاستعمار. "افريقيا تنفتح الان طواعية امام شكل جديد من الاستعمار. "يجب ان ننظر الى الصين على حقيقتها: منافس." وترددت تصريحات سانوسي في شوارع دار السلام التي زينت بالاعلام الصينية من اجل زيارة شي. وقال رجل اعمال "نحتاج لشراكة ذكية تستفيد منها كل من تنزانيا والصين.الان هم يحصلون على صفقة افضل منا بكثير."