عمان (رويترز) - قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اجرى محادثات منفصلة "مفيدة" مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم السبت . ولم يذكر المسؤول تفاصيل بشأن هذه المحادثات التي اعقبت زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاسرائيل والأراضي الفلسطينية الأسبوع الماضي والتي دعا خلالها إلى بذل جهود دبلوماسية جديدة إلا أنه لم يعرض أي مقترحات سلام جديدة. وقال مصدر فلسطيني لرويترز إن كيري الذي صاحب اوباما في رحلته إلى الشرق الاوسط وبقي في المنطقة اجتمع لمدة ساعتين مع عباس في العاصمة الاردنية عمان. وتوجه كيري بعد ذلك الى القدس لاجراء محادثات مع نتنياهو امتدت الى ما بعد منتصف الليل. وقال المسؤول الامريكي الذي طلب عدم نشر اسمه ان "الوزير كيري عقد اجتماعي متابعة مفيدين مع كل من الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو. هذان الاجتماعان كانا الخطوة الطبيعية التالية للمناقشات التي اجراها الرئيس والوزير كيري هذا الاسبوع (الاسبوع الماضي)" مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين . "اكد الوزير كيري خلال كل من الاجتماعين ان السلام ليس ممكنا فحسب ولكنه ضروري لمستقبل الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني." وقال مصدر فلسطيني ان اجتماع كيري مع عباس ركز على "محاولة ايجاد ارضية مشتركة بين الجانبين لمعرفة مااذا كان هناك اساس لاستئناف محادثات السلام" وحذر من توقع اي نتائج سريعة. وقال المصدر الذي تحدث شريطة عدم كشف اسمه ان تحقيق استئناف رسمي للمفاوضات "قد يستغرق بعض الوقت." وعلى الرغم من ان اوباما جعل تحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين احدي اولوياته في فترة رئاسته الاولى الا ان محادثات السلام توقفت اواخر 2010 بسبب خلاف بشأن بناء مستوطنات يهودية في الاراض التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967 والتي يسعى الفلسطينيون إلى اقامة دولة عليها. وناشد اوباما خلال اول زيارة يقوم بها لاسرائيل كرئيس للولايات المتحدة الشعب الاسرائيلي أن يضع نفسه مكان الفلسطينيين الذين ليس لهم دولة والاعتراف بأن النشاط الاستيطاني في الاراضي المحتلة يضر فرص السلام. وفي كلمة ألقاها في القدس أمام طلاب جامعيين اسرائيليين حرص الرئيس الأمريكي على أن يقرن مناشدته تلك بالاعتراف بالمخاوف الأمنية الإسرائيلية في منطقة زعزع استقرارها المواجهة النووية بين الغرب وإيران والحرب الأهلية في سوريا. ووعد اوباما بأن يخصص كيري وقتا وجهدا للمشكلة الإسرائيلية الفلسطينية والتي اخفق الرئيس الأمريكي في تحقيق تقدم بشأنها في فترة رئاسته الأولى. واختتم اوباما زيارته بانجاز ملموس بعد ان رتب اتصالا هاتفيا بين نتنياهو ورئيس الوزراء التركي رجب طيب ارودغان مما ساعد الزعيمين الحليفين للولايات المتحدة على تجاوز ازمة دبلوماسية نجمت عن مقتل تسعة اتراك خلال غارة لكوماندوس اسرائيليين قبالة قطاع غزة في عام 2010. واعتذرت إسرائيل لتركيا الجمعة عن قتل الاتراك التسعة خلال غارتها البحرية على قافلة بحرية كانت في طريقها لغزة واتفق البلدان على تطبيع العلاقات بينهما. وقد يساعد هذا التقارب على التنسيق الاقليمي لاحتواء الاثار المترتبة على الحرب الاهلية السورية وتخفيف عزلة اسرائيل الدبلوماسية في الشرق الاوسط مع مواجهتها تحديات يشكلها البرنامج النووي الايراني. واصدر كيري بيانا خطيا مقتضبا قال انه ونتنياهو بحثا هذا الامر وانه يتطلع الى تطبيع العلاقات بسرعة وبشكل كامل. وقال ان "المصالحة بين اسرائيل وتركيا تطور مهم للغاية سيساعد على تقدم قضية السلام والاستقرار في المنطقة. "هذا سيساعد اسرائيل على ملاقاة التحديات الكثيرة التي تواجهها في المنطقة."