القت السلطات المصرية الثلاثاء القبض على احمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، اضافة الي السفير الليبي السابق في القاهرة ومسؤول سابق ثالث وذلك استجابة لطلب الحكومة الليبية تسليمها رموز نظام القذافي الموجودين في مصر، حسب مصادر امنية ودبلوماسية. وقال مصدر امني ان "الامن المصري قام بمحاصرة منزل قذاف الدم في حي الزمالك لساعات قبل ان يقوم الاخير بتسليم نفسه"، مؤكدا بذلك نبأ نشرته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية. من جهته اكد عبد الحميد الصافي المستشار الاعلامي في السفارة الليبية لفرانس برس انه "جرى القبض على علي ماريا السفير الليبي السابق في القاهرة ومحمد ابراهيم وهو شقيق لمسؤول ليبي بارز يدعى احمد ابراهيم بالاضافة لاحمد قذاف الدم". واوضح الصافي ان "هناك خطة وضعتها السلطات الليبية والشرطة المصرية للقبض على رموز نظام القذافي المطلوبين والموجودين على الاراضي المصرية". وقالت مصادر دبلوماسية ان مبعوثا خاصا من رئيس الوزراء المصري هشام قنديل وصل الى العاصمة الليبية طرابلس قبل ساعات من القبض على قذاف الدم. وقالت المصادر ان "رئيس الحكومة المؤقته فى ليبيا علي زيدان التقى نائب مساعد وزير الخارجية المصري يوسف الشرقاوي مبعوثا شخصيا من قنديل ناقلا رسالة شفوية تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين". واضافت ان "الرسالة تتضمن ابلاغ مصر للحكومة الليبية بقيام السلطات المصرية بتفعيل مذكرات الانتربول الدولي التي تسلمتها بالقاء القبض على مسؤولي نظام معمر القذافي الذين اكتملت ملفاتهم القضائية والقانونية وفي مقدمتهم قذاف الدم". واوضحت الوكالة الرسمية ان قذاف الدم سيسلم الى السلطات الليبية التي تريد محاكمته لدوره اثناء سنوات حكم القذافي. وكان قذاف الدم قال لقناة فرنسا 24 قبيل مغادرة منزله ان "مسلحين هاجموا منزله ليل الاثنين/الثلاثاء"، وتابع ان "اشتباكات جرت بين المسلحين وحرسه الخاص". واضاف في تصريحاته للقناة ان "هناك اصابات في صفوفنا واعتقد ان هناك اخرى في الطرف الاخر (المسلحين)". من جهته، قلل قذاف الدم من اهمية توقيفه واكد انه سيقدم بلاغا للنائب العام ضد السلطات الليبية. وقال في اتصال هاتفي مع فرانس برس "انا في طريقي الان للنائب العام بصحبة محامين". وقال قريب ومساعد لقذاف الدم لفرانس برس ان "مسلحين هاجموا شقته وحدث تبادل لاطلاق النار بينهم وبين حراسه"، وتابع "جاء محامون واقنعوه بالمغادرة مع الامن". واستنكر قريب قذاف الدم "الطريقة التي تم بها الهجوم عليه"، مشددا انه "لم يكن هناك سابق انذار". واضاف "كيف سيرسلونه الي ليبيا.. الميلشيات التي تحكمها ستقتله". وطالبت الحكومة الليبية السلطات المصرية مرارا بتسليم رموز نظام القذافي الموجودين على الاراضي المصرية. وقال مصدر في السفارة الليبية طالبا عدم كشف هويته لفرانس برس ان "السلطات المصرية طالبت السفارة الليبية باوراق قانونية لتسليم قذاف الدم لليبيا". واضاف ان "مسؤولي الشؤون القانونية في السفارة انتهوا من تلك الاوراق وسلموها للسلطات المصرية قبل ايام". وشغل احمد قذاف الدم منصب منسق العلاقات المصرية الليبية وكان مسؤولا بارزا في نظام القذافي الذي اندلعت ضده انتفاضة شعبية مسلحة في شباط/فبراير 2011. وقد اعلن قذاف الدم من مصر في شباط/فبراير 2011 استقالته من كافة المناصب الرسمية التي كان يتولاها آنذاك. لكن هذه الاستقالة لم توضح اذا ما كان انشق عن نظام ابن عمه ام لا.