تجددت مساء السبت المواجهات بين قوات الامن المصرية ومتظاهرين مناوئين للرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، في محيط المقر الرئيسي للجماعة في القاهرة. وبدأت المواجهات عصر السبت بين عناصر من الاخوان المسلمين وعدد من الصحافيين والناشطين المعارضين للرئيس والذين كانوا يرسمون شعارات معارضة على الاسفلت امام المقر الرئيسي لجماعة الاخوان المسلمين في حي المقطم في العاصمة. وبعدما هدأت لبعض الوقت عادت المواجهات وتجددت مساء بعد توافد المزيد من المتظاهرين الذين دخلوا في مواجهات مع قوات الامن المكلفة حماية المقر. والقى المتظاهرون الحجارة والزجاجات الحارقة على الشرطة التي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وقام المتظاهرون باشعال النيران في اطارات السيارات وذلك للتخفيف من اثر الغاز المسيل للدموع. وخيمت سحابة من الدخان الاسود في سماء المنطقة باكملها. واغلقت المحال ابوابها وخلت الشوارع من السيارات والمارة باستثناء المتظاهرين. واشعل المتظاهرون النيران في سيارة تابعة للشرطة، ظلت تحترق لفترة طويلة قبل ان ينفجر خزان وقودها. ومنع المتظاهرون دخول قوات الحماية المدنية لإخماد النيران المشتعلة فى سيارة الشرطة. ونجحت الشرطة في تفريق المتظاهرين بشكل كبير بعد ان اطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة، كما افاد مراسل فرانس برس. وفيما تراصت سيارات الاسعاف في محيط منطقة الاشتباكات، قال مصدر امني لفرانس برس انه لم تسجل حتى مساء السبت اصابات خلال الاشتباكات. وفي وقت سابق من السبت، افادت وسائل اعلام عدة ان صحافيين يعملون لديها تعرضوا للضرب خلال الاشتباكات امام مقر الاخوان، لكن مصدرا امنيا اكتفى بالقول لفرانس برس ان "الاصابات كانت بسيطة" من دون ان يقدم اي عدد لها. وقالت صحيفة الوطن المستقلة على موقعها الالكتروني ان "شباب الإخوان سحلوا مصوريها أمام مقر الإرشاد"، فيما قالت صحيفة المصري اليوم ان مراسلها "تعرض للضرب" من اعضاء بالجماعة رغم انه ابلغهم بانه صحافي. وافادت قناة "روسيا اليوم" على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ان طاقمها في القاهرة تعرض "للاعتداء امام مقر الجماعة"، مؤكدة ان مصورها "اصيب في رأسه وكسرت كاميرته بهجوم من انصار الاخوان". وقرر عدد من الصحافيين تنظيم وقفة احتجاجية الاحد امام مقر نقابة الصحافيين للتنديد بما حصل السبت. وكان ناشطون معارضون قرروا اقامة مهرجان للرسم على الاسفلت امام مقر جماعة الاخوان المسلمين السبت وذلك للاحتفال بالافراج عن عدد من زملائهم المتهمين بالاعتداء على مقر الاخوان قبل اسبوع. وقال محمود محمد احد الداعين للمهرجان لفرانس برس "دعوتنا كانت للاحتفال بشكل سلمي وحضاري كعادتنا. لكن شباب الجماعة اعتدوا علينا كعادتهم". وقال احمد عرباني (18 عاما) الذي تعرض لاعتداء على الرأس خلال الاشتباكات ان "شباب الاخوان هجموا علينا فجأة بعد ان كتبنا على الاسفلت +يسقط يسقط حكم المرشد+"، واضاف "شتمونا وضربونا بشكل عنيف ثم تبادلنا القاء الحجارة". وقال عمر انور (17 عاما) "لم نرسم على جدران المقر ولا على الرصيف الخاص به، كنا بعيدين عنه"، مضيفا "لكنهم هددونا بالقتل اذا رسمنا ما لا يعجبهم". وحاولت فرانس برس التواصل مع المتحدثين الاعلاميين بجماعة الاخوان المسلمين لكن من دون جدوى. ولم تتدخل قوات مكافحة الشغب المكلفة حراسة مقر الاخوان لفض الاشتباكات، لكنها فرضت طوقا امنيا محكما حوله بعد توقف هذه الاحداث، بحسب شهود عيان.